للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأَوي إليهما بالليل(وَامْرَأَتِي)؛ أي: زوجتي، (وَليَ صِبْيَةٌ) بكسر الصاد، وسكون الموحّدة: جمع صبيّ؛ أي: ولي أيضًا أطفال (صِغَارٌ، أَرْعَى عَلَيْهِمْ) قال ابن الملك: أي: أرعى ماشيتهم، قال الجوهريّ: يقال: فلان يرعى على أبيه؛ أي: يرعى غنمه. اهـ. قال القاري: والتحقيق ما ذكره الطيبيّ من أن الرعي ضُمِّن معنى الإنفاق، فعُدّي بـ "على أي: أُنفق عليهم، راعيًا الغنيمات، وكذا قوله: "فإذا رُحت عليهم" ضُمّن معنى رَدَدْت؛ أي: إذا رددت الماشية من المرعى إلى موضع مبيتهم (١).

(فَإِذَا أَرَحْتُ عَلَيْهِمْ) من الإراحة، وفي رواية: "فإذا رُحت يُقال: أراح فلان الإبلَ: ردَّها إلى الْمُراح بالضمّ، وهو المأوى (٢)، وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: معناه: إذا رددت الماشية من المرعى إليهم، وإلى موضع مبيتها، وهو مُراحها بضم الميم، يقال: أرحت الماشيةَ، ورَوّحتها بمعنى. انتهى (٣).

وقوله: (حَلَبْتُ) جواب "إذا أي: حلبت الإبل التي تلي لها حلب، وفي رواية: "فحلبت، بدأت بوالديّ"، وعليه "فحلبت" عطف على "رحت"، وجواب"إذا " قوله: "بدأت". (فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ، فَسَقَيْتُهُمَا) من السقي، كما في قوله تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: ٢١]، ويقال: أسقيتهما، بالألف، كما في قوله تعالى: {لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجن: ١٦]. (قَبْلَ بَنِيَّ) بفتح الموحّدة، وكسر النون، وتشديد التحتانيّة، أصله: بنين لي، جمع ابن، على غير قياس؛ لأنه لم يستوف شروط جمع المذكّر السالم، كما هو معروف في محلّه، ثم حُذفت اللام تخفيفًا، ثم النون للإضافة، ثم أضيف، فأُدغمت الياء في الياء، فصار: بَنِيّ، وفي رواية: "قبل ولدي" بفتحتين، وبضم الواو، وسكون اللام؛ أي: أولادي. (وَإِنَّهُ) بكسر الهمزة، والضمير للشأن أيضًا، (نَأَى بِي)؛ أي: بَعُدَ عليّ، وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "نأى بي" وفي بعض النسخ: "ناء بي"، فالأول يَجعل الهمزة قبل الألف، وبه قرأ أكثر القراء السبعة، والثاني عكسه، وهما لغتان، وقراءتان، ومعناه: بَعُدَ.


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ١٠/ ٣١٦٩، و"المرقاة" ١٤/ ٢١٦.
(٢) "القاموس" ص ٥٤٠.
(٣) "شرح النوويّ" ١٧/ ٥٦.