للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالإسكان، ولكن فرق بالفتح، وكذا حكى النحاس، وذكر ابن دريد أنه قد قيل بالإسكان. انتهى (١).

و"الأرز" فيه ست لغات: فَتْح الألف، وضمّها، مع ضمّ الراء، وبضم الألف، مع سكون الراء، وتشديد الزاي، وتخفيفها، قاله في "الفتح".

وفي "القاموس": الأَرُزّ كأَشُدّ، وعُتُلّ، وقُفْلٍ، وطُنُب، ورُزّ، ورُنْز، وآرز ككابل، وأَرُز، كعَضُد. انتهى.

قال في "الفتح" ما حاصله: ووقع في رواية: أنه فرق ذُرَة، ويَحْتَمِل أنه استأجر أكثر من واحد، وكان بعضهم بفرق ذرة، وبعضهم بفرق أرز، ويؤيد ذلك أنه وقع في رواية سالم: "استأجرت أجراء، فأعطيتهم أجرهم، غير رجل واحد، ترك الذي له وذهب"، وفي حديث النعمان بن بشير نحوه، ووقع في حديث عبد اللَّه بن أبي أوفى عند الطبرانيّ في "الدعاء": "استأجرت قومًا كل واحد منهم بنصف درهم، فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم، فقال أحدهم: واللَّه لقد عملت عمل اثنين، واللَّه لا آخذ إلا درهمًا، فذهب، وتركه، فبذرت من ذلك النصف درهم. . . الخ"، ويُجمع بينهما بأن الفرق المذكور كانت قيمته نصف درهم إذ ذاك. انتهى (٢).

(فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ)؛ أي: عَمِل عَمَله، وانتهى أجله، (قَالَ: أَعْطِني حَقِّي، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَرَقَهُ، فَرَغِبَ عَنْهُ)؛ أي: أعرض عن أخذه، وكرهه؛ لمانع، أو باعث، وفي رواية للبخاريّ: "فذهب، وتركه"، قال في "الفتح": في رواية موسى بن عقبة: "فأعطيته، فأبى ذاك أن يأخذ"، وفي حديث أبي هريرة: "فعمِل لي نصف النهار، فأعطيته أجرًا فسخطه، ولم يأخذه"، ووقع في حديث النعمان بن بشير بيان السبب في تَرْك الرجل أجرته، ولفظه: "كان لي أجراء يعملون فجاءني عُمّال، فاستأجرت كل رجل منهم بأجر معلوم، فجاء رجل ذات يوم نصف النهار، فاستأجرته بشرط أصحابه، فعمل في نصف نهاره، كما عمل رجل منهم في نهاره كله، فرأيت عليّ في الذمام أن لا أنقصه مما استأجرت به أصحابه لِمَا جهد في عمله، فقال رجل منهم: تعطي هذا مثل ما


(١) "عمدة القاري" ١٢/ ٢٥.
(٢) "الفتح" ٨/ ١١٣ - ١١٤.