للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العظيمة، سُمّيت بذلك لأنه يزاد فيها من جلد آخر. انتهى (١).

وقال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: شطر الراوية، بفتح الميم، والقياس كسرها؛ لأنها آلة يُستقى فيها الماء، وجمعها مزايد، وربّما قيل: مَزاد بغير هاء، والمزادة مَفْعَلَةٌ من الزاد؛ لأنه يُتزوّد فيها الماء. انتهى (٢).

(عَلَى بَعِيرٍ) كأَمِيرٍ، وقد تُكْسَرُ الباءُ، وهي لغةُ بني تِمِيم، والفتحُ أفصحُ اللُّغَتَيْن: الجَمَلُ البازِلُ، أو الجَذَعُ، وقد يكونُ للأُنْثَى، حُكِيَ عن بعض العَرَب: شَرِبْتُ مِن لَبَنِ بَعِيرِي، وصَرَعَتْنِي بَعِيرِي؛ أي: نَاقَتِي. انتهى (٣).

وقال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: البَعِيرُ مثل الإنسان، يقع على الذكر والأنثى، يقال: حلبتُ بَعِيرِي، والجَمَلُ بمنزلة الرجل، يختص بالذكر، والنَّاقَةُ بمنزلة المرأة، تختص بالأنثى، والبَكْرُ، والبَكْرَةُ، مثل الفتى والفتاة، والقَلُوصُ كالجارية، هكذا حكاه جماعة، منهم ابن السِّكِّيت، والأزهريّ، وابن جني، ثم قال الأزهريّ: هذا كلام العرب، ولكن لا يعرفه إلا خواصّ أهل العلم باللغة، ووقع في كلام الشافعيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في الوصية: لو قال: أعطوه بعيرًا، لم يكن لهم أن يعطوه ناقةً، فحَمَل البعير على الجَمَل، ووجهه أن الوصية مبنية على عُرف الناس، لا على محتملات اللغة التي لا يعرفها إلا الخواصّ، وحكى في "كفاية المتحفظ" معنى ما تقدم، ثم قال: وإنما يقال: جمل، أو ناقة إذا أربعا، فأما قبل ذلك، فيقال: قَعُود، وبَكْرٌ، وبَكْرَةٌ، وقُلُوص، وجمع البَعِيرِ أَبْعِرَةٌ، وأَبَاعِرُ، وبُعْرَانُ بالضمّ. انتهى (٤).

(ثُمَّ سَارَ) الرجل (حَتَّى كَانَ بِفَلَاةٍ) بفتح الفاء: الأرض لا ماء فيها،، والجمع: فَلًا، مثل حصاة وحَصًا، وجمع الجمع: أفلاء، مثل سبب وأسباب (٥)، وقوله: (مِنَ الأَرْضِ) بيان مؤكّد؛ معنى الفلاة: هي الأرض لا ماء فيها، كما أسلفته آنفًا. (فَأَدْرَكَتْهُ الْقَائِلَةُ) هي وقت القيلولة، والمراد هنا نفس القيلولة، يقال: قال يقيل قَيْلًا، وقيلولةً: نام نصف النهار، قاله الفيّوميّ.


(١) "شرح النوويّ" ١٧/ ٦٢.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٢٦٠.
(٣) "تاج العروس" ص ٢٥٢٨.
(٤) "المصباح المنير" ١/ ٥٣.
(٥) "المصباح المنير" ٢/ ٤٨١.