للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخرجه (المصنّف) هنا [٥/ ٦٩٦١ و ٦٩٦٢] (٢٧٥٨)، و (البخاريّ) في "التوحيد" (٧٥٠٧)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٦/ ١١١) وفي "عمل اليوم والليلة" (١/ ٣١٨)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٢٩٦ و ٤٠٥ و ٤٩٢)، و (ابن حبَّان) في "صحيحه" (٦٢٢ و ٦٢٥)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (١١/ ٤٠٩)، و (الحاكم) في "المستدرك" (٤/ ٢٤٢)، و (اللالكائيّ) في "اعتقاد أهل السُّنَّة" (٦/ ١٠٦٧)، و (الطبرانيّ) في "الدعاء" (١/ ٥٠٣)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (١٠/ ١٨٨) و"شعب الإيمان" (٥/ ٤٠٥)، واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان سعة رحمة اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وفضله، وكرمه.

٢ - (ومنها): ما قاله النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: في هذا الحديث أن الذنوب لو تكررت مائة مرة، بل ألفًا، أو أكثر، وتاب في كل مرة قُبلت توبته، أو تاب عن الجميع توبة واحدة صحّت توبته.

٣ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذا الحديث يدلّ على عظيم فائدة الاستغفار، وكثرة فضل اللَّه وسعة رحمته وحلمه وكرمه، ولا شكّ في أن هذا الاستغفار ليس هو الذي ينطق به اللسان، بل هو يثبت معناه في الجِنان، مقارنًا للسان؛ لتنحل به عقدة الإصرار، ويحصل معه الندم على ما سلف من الأوزار، فإذًا الاستغفار ترجمة التوبة، وعبارة عنها، ولذلك قال: "خياركم كل مُفْتَنٍ تواب" (١)، قيل: هو الذي يتكرر منه الذنب والتوبة، فكلّما وقع في الذنب عاد إلى التوبة، وأما من قال بلسانه: أستغفر اللَّه، وقلبه مصرّ على تلك المعصية، فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار، وصغيرته لاحقة بالكبار؛ إذ لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع استغفار. انتهى (٢).

قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ويشهد له ما أخرجه ابن أبي الدنيا من حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- مرفوعًا: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من


(١) رواه البيهقيّ في "شعب الإيمان" (٧١٢٠ و ٧١٢١). قال الشيخ الألبانيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ضعيف، وقد صحّ بلفظ: "إن المؤمن خُلق مفتنًا توّابًا. . .". راجع: "الضعيفة" ٥/ ٢٦٨.
(٢) "المفهم" ٧/ ٨٥ - ٨٦.