١ - (منها): إثبات صفة الصبر لله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- على ما يليق بجلاله، وأن صبره أتمّ أنواع الصبر.
٢ - (ومنها): أن فيه إشارةً إلى أن الصبر على تحمّل الأذى محمود، وتَرْك الانتقام ممدوح، ولهذا كان جزاء الصبر غير محصور؛ إذ الصبر والحلم في الأمور هو التخلق بأخلاق مالك أَزِمّة الأمور، وبالصبر يُفتح كل باب مُغلَق، ويسهل كل صعب مرتجّ، وهنا سرّ بديع، وهو أن من تعلق بصفة من صفاته تعالى أدخلته تلك الصفة عليه، وأوصلته إليه، فهو الصبور، أوحى الله إلى داود: تخلّق بأخلاقي، ومن أخلاقي أني أنا الصبور (١).
٣ - (ومنها): أن فيه إبانةً عن كرم الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وصفحه، وفضله، في تأخير معاجلة العذاب، وإدرار الرزق على مؤذيه، فهذا كرمه في معاملة أعدائه، فما ظنك بمعاملة أصفيائه.
٤ - (ومنها): أن فيه الحثّ على تحمل الأذى فيما يؤلم العبد؛ ليُجازَى غدًا جزاء الصابرين، {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: ١٠]، والله تعالى أعلم.