للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: "كَمَا تَنْبُتُ الْغُثَاءَةُ في جَانِبِ السَّيْلِ") يعني أن خالدًا الطحان رواه بلفظ: "كما تنبت الغُثَاءة" بدل قول مالك: "كما تنبت الْحِبّة"، و"الْغُثَاءَةُ" بضم الغين المعجمة، وبالثاء المثلّثة المخفّفة، وبالمدّ، وآخره هاء: هو كلّ ما جاء به السيل، وقيل: المراد ما احتمله السيل من البذور، وجاء في غير "صحيح مسلم" بلفظ: "كما تنبت الْحِبّة في غُثاء السيل" بحذف الهاء من آخره، وهو ما احتمله السيل من الزبَد، والْعِيدَان، ونحوهما من الأقذاء، قاله النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - (١).

وقوله: (وَفِي حَدِيثِ وُهَيْبٍ: "كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِئَةٍ، أَوْ حَمِيلَةِ السَّيْلِ") يعني أن وهيب بن خالد رواه بلفظ: "كما تنبت الحِبّة في حمئة السيل، أو حميلة السيل" بالشكّ.

أما الأول: فهو "حَمِئَةٌ" بفتح الحاء، وكسر الميم، وبعدها همزة، وهي الطين الأسود الذي يكون في أطراف النهر.

وأما الثاني: فهو "حَمِيلة"، وهي واحد الْحَمِيل المذكور في الروايات الأُخَر، بمعنى المحمول، وهو الغثاء الذي يَحتمله السيل، والله تعالى أعلم (٢).

[تنبيه]: رواية وُهيب التي أحالها المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ - هنا على رواية مالك، أخرجها الإمام البخاريّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "صحيحه"، فقال:

(٦٥٦٠) حدثنا موسى، حدثنا وهيب، حدثنا عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه -، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، يقول الله: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فأخرجوه، فيُخْرَجون قد امْتَحَشُوا، وعادوا حُمَمًا، فيُلْقَون في نهر الحياةُ، فينبتون كما تنبت الْحِبّة في حَمِيل السيل، أو قال: حَمِية السيل"، وقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تَرَوْا أنها تَنْبُتُ صفراء مُلْتَوِيَةً؟ ". انتهى.

وأما رواية خالد الطحّان التي أحالها هنا أيضًا، فقد أخرجها الحافظ ابن منده - رَحِمَهُ اللهُ - في "الإيمان" (٢/ ٨٠٧)، فقال:

(٨٢٣) وأنبأ محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء، ثنا موسى بن هارون، ثنا


(١) "شرح النوويّ" ٣/ ٣٧.
(٢) "شرح النوويّ" ٣/ ٣٧.