وقوله:(ولا أنت يا رسول الله) قال الطيبيّ رحمه اللهُ: الظاهر: ولا إياك؛ أي: للعطف على "أحد"، فعَدَل إلى الجملة الاسمية؛ أي: من الفعلية المقدرة مبالغةً؛ أي: ولا أنت ممن ينجيه عمله؛ استبعادًا عن هذه النسبة إليه، ويَحْتَمِل أنهم فَهِموا قوله:"لن ينجي"، وإنما أرادوا التثبيت فيما فهموه، وحيث يتأيد به أن المتكلم يدخل في عموم كلامه، وأن خطاب الأمة يشمله، وهمها مسألتان مذكورتان في الأصول، وقوله:"ولا أنا" مطابق "ولا أنت"؛ أي: ولا أنا ممن ينجيه عمله. انتهى (١).
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى شرحه، وبيان مسائله قبل حديث، ولله الحمد والمنّة.
١ - (ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ) هو: محمد بن إبراهيم بن أبي عديّ البصريّ، تقدّم قريبًا.
٢ - (ابْنُ عَوْنٍ) هو: عبد الله بن عون بن أَرْطبان، أبو عون البصريّ، ثقةٌ ثبتٌ فاضلٌ، من أقران أيوب في العلم، والعمل، والسنّ [٥](ت ١٥٠) على الصحيح (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ١ ص ٣٠٣.
والباقون ذُكروا في الباب وقبله.
وقوله:(وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ عَلَى رَأْسِهِ) مقول "قال ابن عون" قوله: "ولا أنا إلا أن يتغمّدني الله إلخ"، وقوله:"بيده هكذا" متعلّق