مع الأنفاس، كما تُلهمون أنتم النفس بفتح الفاء؛ يعني: أنهم لا يتعبون من التسبيح والتهليل، كما لا تتعبون أنتم من التنفس، ولا يشغلهم شيء عن ذلك كالملائكة، أو أراد أنها تصير صفة لازمة، لا ينفكّون عنها؛ كالتنفس اللازم للحيوان.
والحاصل: أنه لا يخرج منهم نَفَس إلا مقرونًا بذكره وشكره -سبحانه وتعالى-. وقال الطيبيّ -رحمه اللهُ-: الإلهام: إلقاء الشيء في الرُّوع، ويختص ذلك بما كان من جهة الله، وجهة الملأ الأعلى، فقوله:"تلهمون" وارد على سبيل المشاكلة، لأن المراد به التنفس. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث جابر -رضي الله عنه- هذا من أفراد المصنّف -رحمه الله-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٨/ ٧١٢٤ و ٧١٢٥ و ٧١٢٦ و ٧١٢٧](٢٨٣٥)، و (أبو داود) في "السُّنَّة"(٤٧٤١)، و (الطيالسيّ) في "مسنده"(١٧٧٦)، و (هنّاد بن السّريّ) في "الزهد"(٦٢)، و (أحمد) في "مسنده"(٣/ ٣١٦ و ٣٦٤ و ٣٥٤ و ٣٨٤)، و (الدارميّ) في "سننه"(٢/ ٣٣٥)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(١٩٠٦ و ٢٠٥٢ و ٢٢٧٠)، و (عبد بن حميد) في "مسنده"(١/ ٣١٥)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٧٤٣٥)، و (أبو نعيم) في "صفة الجنّة"(٢٧٤ و ٣٣٣ و ٣٣٤)، و (البيهقيّ) في "البعث"(٣١٦)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٤٣٧٥)، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه اللهُ- أوّلَ الكتاب قال: