للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والصباح، ولانتقال النار معهم، وهي نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وقال الخطابيّ: هذا الحشر قبيل قيام الساعة، يُحشر الناس أحياءً إلى الشام، وأما الحشر من القبور إلى الموقف، فهو على خلاف هذه الصورة، من الركوب على الإبل، والتعاقب عليها، وإنما هو على ما ورد في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: "حفاةً عراةً مشاةً" (١).

[تنبيه]: زاد في رواية النسائيّ: "يوم القيامة"، وظاهره أنه حَشْر الآخرة، لكن، أكثر أهل العلم على أنه حشر في الدنيا، وهو آخر أشراط الساعة، وهذا هو المناسب لِمَا يأتي من قوله: "تقيل معهم إذا قالوا، وتبيت معهم إذا باتوا إلخ"، فالأَولى أن يُحْمَل قوله: "يوم القيامة" على معنى قُرْب يوم القيامة، من إعطاء ما قرُب إلى الشيء حُكم ذلك الشيء (٢).

(عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ)؛ أي: ثلاث فِرَق، وفي رواية: "على ثلاثة طرائق"، و"الطرائق" جمع طريق، وهي تذكّر، وتؤنّث، فيجوز تذكير العدد معه، وتأنيثه بالاعتبارين.

(رَاغِبِينَ)؛ أي: طامعين في رحمة الله تعالى، وهم السابقون، (رَاهِبِينَ)؛ أي: خائفين من عذاب الله تعالى، وهم عامة المؤمنين، والكفارُ أهلُ النار، وللبخاريّ: "وراهبين" بواو العطف، وعلى الروايتين فهي الطريقة الأولى.

(وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ) قال الكرمانيّ: والأبعرة إنما هى للراهبين، والمخلصون حالهم أعلى، وأجلّ من ذلك، أو هي للراغبين، وأما الراهبون فيكونون مشاة على أقدامهم، أو هي لهما بأن يكون اثنان من الراغبين مثلًا علي بعير، وعشرة من الراهبين على بعير، والكفار يمشون على وجوههم. انتهى (٣).

(وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ) هكذا عند مسلم بالواو في الجميع، وكذا هو عند الإسماعيليّ، وفي رواية البخاري الأُولى بالواو، والبواقي بلا عاطف، وعلى كلّ، فهذه هي الطريقة الثانية.


(١) "عمدة القاري" ٢٣/ ١٠٥.
(٢) راجع: "ذخيرة العقبى" ٢٠/ ١٧٦.
(٣) "عمدة القاري" ٢٣/ ١٠٥.