٤ - (ابْنُ شِهَابٍ) محمد بن مسلم الزهريّ، تقدّم قبل باب.
٥ - (حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ) بن الخطاب المدنيّ، شقيق سالم، ثقةٌ [٣](ع) تقدم في "الصلاة" ٢٢/ ٩٤٥.
٦ - (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ) بن الخطّاب -رضي اللَّه عنهما-، تقدّم قبل باب.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وأن نصفه الأول مسلسلٌ بالمصريين، والثاني بالمدنيين، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- تقدّم القول فيه قريبًا
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُولُ:"إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا)؛ أي: عقوبةً لهم، (أَصَابَ) ذلك (الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ) كلمة "مَنْ" من صيغ العموم؛ يعني: يصيب الصالحين منهم أيضًا، (ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ")؛ أي: لكنهم يبعثون يوم القيامة على حسب أعمالهم، فيثاب الصالح بذلك؛ لأنه كان تمحيصًا له، ويعاقَب غيره، قاله في "العمدة"(١).
وقال المناويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "إذا أراد اللَّه بقوم عذابًا"؛ أي: عقوبة في الدنيا؛ كقحط، وفناء، وجَور، "أصاب"؛ أي: أوقع العذاب بسرعة وقوّة، "من كان فيهم، ثم بُعثوا" بعد الممات عند النفخة الثانية، "على أعمالهم"؛ ليجازوا عليها، فمن كانت أعماله صالحة أُثيب عليها، أو سيئة جوزي بها، فيجازون في الآخرة بأعمالهم ونياتهم، وأما ما أصابهم في الدنيا عند ظهور المنكر، فتطهير للمؤمنين ممن لم ينكِر، وداهن مع القدرة، ونقمة لغيرهم، وقضية ما تقرّر أن العذاب لا يعم من أنكر، ويؤيده آية:{أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ}[الأعراف: ١٦٥]، لكن ظاهر:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}[الأنفال: ٢٥]، وخبر: "أنهلك وفينا الصالحون،