للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أي: ضُمّن- يؤمون معنى ينزلون، فعدّاه بالباء، وهو مما يتعدّى بنفسه (١)، وقوله: (بِرَجُلٍ)؛ أي: بسبب قتال رجل (مِنْ قُرَيْشٍ، قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ)؛ أي: لاذ والتجأ، واستَجار منهم بالبيت، (حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ) وفي رواية البخاريّ: "فإذا كانوا ببيداء من الأرض"، وفي حديث صفية على الشكّ، وتقدّم عن أبي جعفر الباقر قال: هي بيداء المدينة، والبيداء: مكان معروف بين مكة والمدينة، تقدم شرحه في "كتاب الحجّ". (خُسِفَ بِهِمْ") بالبناء للمفعول، وفي رواية البخاريّ: "يخسف بأولهم وآخرهم زاد الترمذيّ في حديث صفية: "ولم ينج أوسطهم وزاد في حديث حفصة المتقدّم: "فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم"، واستغنى بهذا عن تكلف الجواب عن حكم الأوسط، وأن العرف يقضي بدخوله فيمن هلك، أو لكونه آخرًا بالنسبة للأول، وأولًا بالنسبة للآخر، فيدخل، قاله في "الفتح"، قالت عائشة -رضي اللَّه عنها-: (فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ) المستحقّين للهلاك، وغير المستحقّين، فكيف يُخسف بهم كلهم؟، وفي رواية البخاريّ: "قالت: قلت يا رسول اللَّه، كيف يُخسف بأولهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم؟ ".

قال في "الفتح": قوله: "وفيهم أسواقهم" كذا عند البخاريّ بالمهملة، والقاف، جمع سُوق، وعليه ترجم البخاريّ، والمعنى: أهل أسواقهم، أو السوقة منهم، وقوله: "ومن ليس منهم أي: من رافقهم، ولم يقصد موافقتهم، ولأبي نعيم من طريق سعيد بن سليمان، عن إسماعيل بن زكريا: "وفيهم أشرافهم" بالمعجمة، والراء، والفاء، وفي رواية محمد بن بكار عند الإسماعيليّ: "وفيهم سواهم وقال: وقع في رواية البخاريّ: "أسواقهم"، فأظنه تصحيفًا، فإن الكلام في الخسف بالناس، لا بالأسواق، وعقّبه الحافظ، فقال: بل لفظ: "سواهم" تصحيف، فإنه بمعنى قوله: "ومن ليس منهم"، فيلزم منه التكرار، بخلاف رواية البخاريّ، نعم أقرب الروايات إلى الصواب رواية أبي نعيم، وليس في لفظ أسواقهم ما يمنع أن يكون الخسف بالناس، فالمراد بالأسواق: أهلها؛ أي: يُخسف بالمقاتلة منهم، ومن ليس من أهل القتال، كالباعة.


(١) "المفهم" ٧/ ٢٢٧.