للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بإثمه: قَصْده القتل، وبإثمك: لو مددت يدك إليه، أو المراد بإثمك: سيئاتك التي فعلتها بأن توضع في رقبة القاتل بعد فَقْد حسناته، على ما ورد.

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: معنى يبوء به: يَلزمه، ويرجع، ويَحتَمِله؛ أي: يبوء الذي أكرهك بإثمه في إكراهك، وفي دخوله في الفتنة، وبإثمك في قتلئا غيره، ويكون من أصحاب النار؛ أي: مستحقًّا لها. انتهى (١).

(وَيَكُونُ) هو (مِنْ أَصْحَاب النَّارِ") قال اللَّه تعالى: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (١٧)} [الحشر: ١٧]، وإنما لم يقل: وأنت من أصحاب الجنة، وإن كان هذا هو المفهوم منه؛ للاكتفاء؛ احتياطًا لتبادر الفهم إلى الخطاب المعيَّن، لا المفروض المقدّر المراد به الخطاب العام على طريق الإبهام، ثم الحكم مقتبس من قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ} الآية [المائدة: ٢٧]، وقد قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كُنْ خير ابْنَي آدم وفي رواية: "كُنْ عبد اللَّه المقتول، ولا تكن عبد اللَّه القاتل".

قال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "يبوء إلخ" فيه وجهان:

أحدهما: أراد: بمثل إثمك على الاتساع؛ أي: يرجع بإثمه، ومثل إثمك المقدَّر لو قتلته.

وثانيهما: أراد: بمثل قَتْلك على حذف المضاف، وإثمه السابق على القتل. انتهى (٢).

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي بكرة -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٣/ ٧٢٢٢ و ٧٢٢٣] (٢٨٨٧)، و (أبو داود) في "الفتن" (٤٢٥٦)، و (أحمد) في "مسنده" (٥/ ٣٩ - ٤٠ و ٤٨)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (١٥/ ٧)، و (البزّار) في "مسنده" (٩/ ١٢٧)، و (الحاكم) في


(١) "شرح النوويّ" ١٨/ ١٢.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ١١/ ٣٤٠٧.