ما يأتي لمسلم بلفظ:"لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيم قَتل؟ ولا المقتول فيم قُتل؟ " فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال:"الهرج، القاتل والمقتول في النار".
قال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: فبيَّن هذا الحديث أن القتال إذا كان على جهل من طلب الدنيا، أو اتباع هوى، فهو الذي أُريدَ بقوله:"القاتل والمقحول في النار". قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ومن ثَمّ كان الذين توقفوا عن القتال في الْجَمَل وصِفِّين أقلّ عددًا من الذين قاتلوا، وكلهم متأوِّل مأجور -إن شاء اللَّه تعالى- بخلاف من جاء بعدهم ممن قاتل على طلب الدنيا، قال: ومما يؤيد ما تقدّم ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- رفعه:"من قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقُتل فقِتْلته جاهلية". انتهى (١)، واللَّه تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي بكرة -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٤/ ٧٢٢٤ و ٧٢٢٥ و ٧٢٢٦ و ٧٢٢٧](٢٨٨٨)، و (البخاريّ) في "الإيمان"(٣١) و"الديات"(٦٨٧٥) و"الفتن"(٧٠٨٣)، و (أبو داود) في "الفتن"(٤٢٦٨ و ٤٢٦٩)، و (النسائيّ) في "المجتبى"(٧/ ١٢٤ - ١٢٥) و"الكبرى"(٢/ ٣١٦)، و (ابن ماجه) في "الفتن"(٣٩٦٥)، و (أحمد) في "مسنده"(٥/ ٤٣ و ٤٦ - ٤٦ و ٥١)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٥٩٤٥ و ٥٩٨١)، و (ابن أبي عاصم) في "الآحاد والمثاني"(٣/ ٢٠٨)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط"(٨/ ٢٦٠)، و (ابن منده) في "الإيمان"(٢/ ٥٨٦)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٨/ ١٩٠)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٢٥٤٩)، واللَّه تعالى أعلم.