للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان معجزة ظاهرة للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حيث أخبر بالمقاتلة التي تكون بعده، فكانت كما أخبر -صلى اللَّه عليه وسلم-.

٢ - (ومنها): بيان أن المتقاتلين من الجهتين مسلمون لا يضرّ بإيمانهم قتالهم للمسلمين، ولذلك سمّاهم اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- في كتابه بالمؤمنين، فقال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: ٩]، فسمّاهم المؤمنين، وسمّاهم النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحديث الماضي بالمسلمين، فقال: "إذا التقى المسلمان. . . " الحديث.

٣ - (ومنهما): أنه تقدّم أن المراد بالفئتين: عليّ ومن معه، ومعاوية ومن معه، ويؤخذ من تسميتهم مسلمين، ومن قوله: "دعوتهما واحدة" الردّ على الخوارج، ومن تبعهم في تكفيرهم كلًّا من الطائفتين.

٤ - (ومنها): أن حديث: "تقتل عمارًا الفئة الباغية" دلّ على أن عليًّا -رضي اللَّه عنه- كان هو المصيب في تلك الحرب؛ لأن أصحاب معاوية قتلوه، وقد أخرج البزار بسند جيّد عن زيد بن وهب قال: كنا عند حذيفة، فقال: كيف أنتم وقد خرج أهل دينكم يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف؟ قالوا: فما تأمرنا؟ قال: انظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر عليّ، فالزموها، فإنها على الحقّ. وأخرج يعقوب بن سفيان بسند جيّد عن الزهريّ قال: لمّا بلغ معاويةَ غلبةُ عليّ على أهل الجمل دعا إلى الطلب بدم عثمان، فأجابه أهل الشام، فسار إليه عليّ، فالتقيا بصفين، وقد ذكر يحيى بن سليمان الجعفيّ أحد شيوخ البخاري في "كتاب صفين"، من تأليفه بسند جيد عن أبي مسلم الخولاني أنه قال لمعاوية: أنت تنازع عليًّا في الخلافة، أَوَ أنت مثله؟ قال: لا، وإني لأعلم أنه أفضل مني، وأحقّ بالأمر، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلومًا، وأنا ابن عمه، ووليه، أطلب بدمه، فأتوا عليًّا، فقولوا له: يدفع لنا قَتَلة عثمان، فأتوه، فكلموه، فقال: يدخل في البيعة، ويحاكمهم إليّ، فامتنع معاوية، فسار عليّ في الجيوش من العراق، حتى نزل بصِفّين، وسار معاوية حتى نزل هناك، وذلك في ذي الحجة سنة ست وثلاثين، فتراسلوا، فلم يتم لهم أمر، فوقع الفتال إلى أن قُتل من الفريقين فيما ذكر ابن أبي خيثمة في "تاريخه" نحو سبعين