للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النصر، والظفر، يقال: لمن الدائرة؛ أي: الدولة، وعلى من الدّبْرة؛ أي: الهزيمة، قاله الهرويّ. انتهى (١).

(عَلَيْهِمْ)؛ أي: على الروم الكفّار، (فَيَقْتُلُونَ) بالبناء للفاعل؛ أي: يقتل المسلمون الرومَ، وقوله: (مَقْتَلَةً) مفعول مطلق من غير بابه، أو بحذف زوائده، ونظيره قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (١٧)} [نوح: ١٧]، والمعنى: مقاتلة عظيمة، قال يسيرٌ: (إِمَّا قَالَ) ابن مسعود: (لَا يُرَى مِثْلُهَا) بلفظ: "لا"؛ أي: لا يُبصر في مستقبل الزمان مثل تلك المقتلة، (وَإِمَّا قَالَ) ابن مسعود: (لَمْ يُرَ مثْلُهَا)؛ أي: بلفظ "لَمْ" التي لنفي الماضي؛ أي: في الزمان الماضي، (حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ) بكسر الهمزة، وتفتح، قاله القاري. (لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ) بفتح الجيم، والنون؛ أي: نواحيهم، (فَمَا يُخَلِّفُهُمْ) من التخليف؛ أي: يجعلهم خلف، ظهره، ويتجاوزهم (حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا) لطول المسافة، والمراد: أنه يكثر القتلي، وتكون جنائزهم مبثوثة إلى مسافة بعيدة جدًّا، بحيث لو أراد طائر أن يطير في سائر ونواحيهم لا يستطيع ذلك في طيرانه الواحد، ولو فعل ذلك لخرّ ميتًا. وذلك لكون جثثهم تجاوزت إلى مسافة بعيدة مترامية الأطراف، أو لعدم تحمّله نتَنَهم.

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "جنباتهم" بجيم، ثم نون، مفتوحتين، ثم باء موحّدة؛ أي: نواحيهم، وحكى القاضي عن بعض رواتهم: "بجثمانهم" بضم الجيم، وإسكان المثلثة؛ أي: شخوصهم، وقوله: "فما يخلفهم" هو بفتح الخاء المعجمة، وكسر اللام المشدّدة؛ أي: يجاوزهم، وحكى القاضي عن بعض، رواتهم: "فما يلحقهم"؛ أي: يلحق آخرهم. انتهى (٢).

وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "بجنباتهم" كذا رواية الجماعة، وهي جمع جنَبة، وهي الجانب، ووقع لبعضهم: "بجثمانهم"؛ أي: بأشخاصهم، والجثمان، والآل، والطلَل، والشخص، كلّها بمعنى، فأمَّا الجثّة فتقال على، الجالس، والنائم. انتهى (٣).


(١) "المفهم" ٧/ ٢٣٤.
(٢) "شرح النوويّ" ١٨/ ٢٣٤.
(٣) "المفهم" ٧/ ٢٣٤.