للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ونتأن، وذكر القاضي أنه رُوي على أوجه أُخَر، والظاهر أنها تصحيف. انتهى (١).

وقال القرطبيّ: "نفرت" بالنون، والفاء المفتوحتين، رواية جماعة الشيوخ؛ أي: وَرِمت، وفي أصل القاضي التميميّ: "نقرت" و"فقئت" معًا، فقلت: "فُقئت" في الموضعين، وكتب على الأول بخطه: "نقرت" -بالنون، والقاف-. ورواه أبو عبد اللَّه المازريّ: "نفرت" بالفاء، وكلّها متقاربة، وأشبهها الأُولى، فإنَّ عينه في ذلك الوقت لم تكن مفقوءة؛ إذ لو كان ذلك لكان من أعظم الأدلة على أنه الدجّال، ولاستدل بذلك من قال: إنه هو على من خالفه في ذلك، ولم يَرِد ذلك، غير أنه قد حكى أبو الفرج ابن الجوزيّ أنه وُلد وهو أعور، مختون، مسرور، وهذا فيه نظر؛ لأن الظاهر من هذا الحديث أشهر مما ذَكَرَ.

ويَحْتَمِل أن يكون ذلك الورم مبتدأ فقء عينه، إن كان هو الدجال، واللَّه أعلم. وكون ابن عمر لم يشعر بضربه لابن صيّاد بالعصا حتى تكسّرت، كان ذلك، لشدة موجدته عليه، وكأنه تحقق منه أنه الدجّال. انتهى (٢).

(قَالَ) ابن عمر: (فَقُلْتُ) لابن صيّاد: (مَثَى فَعَلَتْ عَيْنُكَ مَا أَرَى؟) من الورم، والنتوء؛ أي: متى ورمت، ونفرت؟ (قَالَ) ابن صيّاد: (لَا أَدْرِي) متى صار لها هذا؟ (قَالَ) ابن عمر: (قُلْتُ) له: (لَا تَدْرِي وَهِيَ في رَأْسِكَ؟) الكلام بتقدير همزة الاستفهام الإنكاريّ؛ أي: ألا تدري، ولا تعلم متى حصل لها هذا، وهي في رأسك؟ (قَالَ) ابن صيّاد: (إِنْ شَاءَ اللَّهُ خَلَقَهَا)؛ أي: العلة الموجودة في عيني، أو العين المعيبة، (فِي عَصَاكَ هَذِهِ) قال القاري: أي خلق هذه العلة، أو هذه العين المعيبة في عصاك التي في يدك، وأنت لا تدري، وهي، أقرب شيء إليك. انتهى (٣).

ونقل الطيبيّ عن القاضي البيضاويّ أنه قال: قول ابن صيّاد: "إن شاء اللَّه


(١) "شرح النوويّ" ١٨/ ٥٧.
(٢) "المفهم" ٧/ ٢٧١.
(٣) "مرقاة المفاتح" ٩/ ٤٣٠.