(مَوْضِعَ شِبْرٍ، إِلَّا مَلأَهُ زَهَمُهُمْ) بفتح الزاي والهاء، وقد تضم الزاي، وتفسيره قوله:(وَنَتْنُهُمْ) بسكون التاء، قال التوربشتيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: الزهم بالتحريك مصدر قولك: زَهِمت يدي بالكسر، من الزهومة، فهي زَهِمة؛ أي: دَسِمة، وعليه أكثر الروايات فيما أعلم، وفيه من طريق المعنى وهنٌ، وضم الزاي مع فتح الهاء أصح معنى، وهو جمع زُهمة؛ يعني: بضم الزاي وسكون الهاء، وهي الريح المنتنة.
وفي "القاموس": الزُّهومة، والزُّهمة بضمها: ريح لحمِ سمينٍ منتن، والزُّهْم بالضم: الريح المنتنة، وبالتحريك: مصدر زَهِمت يدي، كفَرِح، فهي زهمة؛ أي: دسمة. انتهى.
(فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى) -عليه السلام- (وَأَصْحَابُهُ) المؤمنون (إِلَى اللَّهِ) -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أن يزيل عنهم تلك الزهمة، (فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا) جمع طائر، وقد يقع على الواحد، والمراد هنا الأول، ولذا قال بعده:"فتحملهم". (كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ) بضم الموحّدة، وسكون الخاء المعجمة: نوع من الإبل؛ أي: طيرًا أعناقها في الطول والكبر كأعناق البخت، (فَتَحْمِلُهُمْ)؛ أي: تحمل تلك الطير يأجوج ومأجوج؛ أي: جُثثهم (فَتَطْرَحُهُمْ)؛ أي: ترميهم (حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ) من البحار، أو مما وراء الديار المعمورة. (ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا)؛ أي: عظيمًا (لَا يَكُنُّ) بفتح الياء، وضم الكاف، وتشديد النون، من كننتُ الشيءَ، من باب نصر؛ أي: سترته، أو بضمّ أوله وكسر ثانيه، من أكننت الشيء بهذا المعنى، والمفعول محذوف، والجملة صفة "مطرًا"؛ أي: لا يستر، ولا يصون شيئًا (مِنْهُ)؛ أي: من ذلك المطر، (بَيْتُ مَدَرٍ) بفتحتين: أي تراب وحجر، (وَلَا وَبَرٍ) بفتحتين؛ أي: صوف، أو شعر، والمراد: تعميم بيوت أهل البدو، والحضر،