(فَبَيْنَمَا) ظرف متعلّق بـ "بعث"، و"ما" عوض عن المضاف إليه، وقوله:(هُمْ) مبتدأ خبره قوله (كَذَلِكَ)؛ أي: يتنعّمون بما فتح اللَّه عليهم من بركات الأرض، وقوله:(إِذْ) للمفاجأة؛ أي: بين أوقات يتنعمون في طيب عيش وسعة رزق فاجأهم أن (بَعَثَ اللَّهُ) -عَزَّ وَجَلَّ- (رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ) بهمزة ممدودة: جمع إبط، (فَتَقْبِضُ) تلك الريح، أسند القبض إلى الريح مجازًا، (رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَكُلِّ مُسْلِمٍ) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هكذا هو في جميع نُسخ مسلم: "وكلّ مَسلم" بالواو، يعني كان الظاهر أن يكون بأو التي للشك، فإنه لا فرق بين المؤمن والمسلم، فالمقصود المبالغة في التعميم، والتغاير باعتبار اختلاف الوصفين، كما في التنزيل:{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ}[الحجر: ١]، وقوله تعالى:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}[الأحزاب: ٣٥] الآية، أو بناء على الفرق اللغوي بينهما، من أن المراد بالمؤمن: المصدق، وبالمسلم: المنقاد، لكن لمّا كان أحدهما لا ينفع بدون الآخر، جُعل الموصوف بهما واحدًا، وأُطلق عليه كل واحد من الوصفين بطريق التساوي، أو لكون أحدهما غالبًا عليه في نفس الأمر.
وقال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: المراد بالتكرار هنا: الاستيعاب؛ أي: تقبض روح خيار الناس كلهم.
(وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ) بكسر الشين: جمع شرّ، (يَتَهَارَجُونَ)؛ أي: يختلطون (فِيهَا)؛ أي: في تلك الأزمنة، أو في تلك الأرض، (تَهَارُجَ الْحُمُرِ)؛