وقوله:(مَخْضُوبَةً دَمًا)؛ أي: مصبوغة، و"دمًا" تمييز، وهذا مكر، واستدراج منه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، مع احتمال إصابة سهامهم لبعض الطيور في السماء، فيكون فيه إشارة إلى إحاطة فسادهم بالسفليات والعلويات (١).
وقوله:(لَا يَدَيْ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ)؛ أي: قال علي بن حجر: "لا يدي" بالتثنية بدل قولا زهير: "لا يدان"، و"يدي" منصوب على أنه اسم "لا" التي لنفي الجنس، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه من المثنى الذي رَفْعه بالألف، ونصبه وجرّه بالياء، وهو مضاف لـ "أحد"، واللام زائدة، واللَّه تعالى أعلم.
[تنبيه]: رواية عليّ بن حجر هذه ساقها الترمذيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "جامعه" بسند المصنّف، فقال:
(٢٢٤٠) - حدّثنا عليّ بن حُجْر، أخبرنا الوليد بن مسلم، وعبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، دخل حديث أحدهما في حديث الآخر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن يحيى بن جابر الطائيّ، عن عبد الرحمن بن جُبير عن أبيه جبير بن نُفير، عن النوّاس بن سَمعان الكلابيّ قال: ذكر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الدجّال ذات غداة، فخفض فيه، ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، قال: فانصرفنا من عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم رجعنا إليه، فعَرَف ذلك فينا، فقال:"ما شأنكم؟ " قال: قلنا: يا رسول اللَّه ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه، ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل، قال:"غير الدجال أخوف لي عليكم، إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج، ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه، واللَّه خليفتي على كل مسلم، إنه شابّ، قَطَطٌ، عينه طافئة، شبيه بعبد العزى بن قَطَن، فمن رآه منكم، فليقرأ فواتح سورة أصحاب الكهف -قال-: يخرج ما بين الشام والعراق، فعاث يمينًا، وشمالًا، يا عباد اللَّه اثبتوا"، قال: قلنا: يا رسول اللَّه وما لَبْثه في الأرض؟ قال:"أربعين يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم". قال: قلنا: يا رسول اللَّه أرأيت اليوم الذي كالسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال:"لا، ولكن اقدروا له". قال: قلنا: يا رسول اللَّه فما سرعته في الأرض؟ قال: