طَلَّقَنِي بَعْلِي ثَلَاثًا، فَأَذِنَ لِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ أَعْتَدَّ فِي أَهْلِي، قَالَتْ: فَنُودِيَ فِي النَّاسِ: "إِنَّ الصَّلَاةَ جِامِعَةً"، قَالَتْ: فَانْطَلَقْتُ فِيمَنِ انْطَلَقَ مِنَ النَّاسِ، قَالَتْ: فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ مِنَ النِّسَاءِ، وَهُوَ يَلِي الْمُؤَخَّرَ مِنَ الرِّجَالِ، قَالَتْ: فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ، فَقَالَ:"إِنَّ بَنِي عَمٍّ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَكِبُوا فِي الْبَحْرِ"، وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَزَادَ فِيهِ: قَالَتْ: فَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَأَهْوَى بِمِخْصَرَتِهِ إِلَى الأَرْضِ، وَقَالَ:"هَذِهِ طَيْبَةُ"؛ يَعْنِي: الْمَدِينَةَ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ) البصريّ، تقدّم غير مرّة.
٢ - (خَالِدُ بْنُ الْحَارِثَ الْهُجَيْمِيُّ، أَبُو عُثْمَانَ) البصريّ، تقدّم أيضًا غير مرّة.
٣ - (قُرَّةُ) بن خالد السَّدُوسيّ البصريّ، تقدّم أيضًا غير مرّة.
٤ - (سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ) العنَزيّ، واسم أبيه وردان، وقيل: ورد، وقيل غير ذلك، تقدم في "الإيمان" ٢٥/ ٢٠٩.
والباقيان ذُكرا قبله.
وقوله:(فَأَتْحَفَتْنَا بِرُطَبٍ، يُقَالُ لَهُ: رُطَبُ ابْنِ طَابٍ)؛ أي: ضيّفتنا بنوع من التمر يقال له: رطب ابن طاب، وهو نوع من أنواع تمور المدينة، ويقال: إن أنواع تمورها مائة وعشرون نوعًا.
وقوله:(وَأَسْقَتْنَا) وفي نسخة: "سقتنا"، وكلاهما لغتان، وردتا في القرآن الكريم، قال الله تعالى:{وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}[الإنسان: ٢١]، وقال:{لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}[الجن: ١٦].
وقوله:(سَوِيقَ سُلْتٍ) بضم السين المهملة، وسكون اللام، آخره تاء مثناة فوقُ: حبّ يشبه القمح، ويشبه الشعير، كذا فسّره النوويّ، وجعله في "القاموس" نوعًا من الشعير.
وقولها:(طَلَّقَنِي بَعْلِي ثَلَاثًا) تقدّم أنه طلّقها آخر تطليقات ثلاث.
وقوله: ("إِنَّ الصَّلَاةَ جَامِعَةً") أما "الصلاة" هنا ففيها النصب فقط؛ لأنها اسم "إنّ"، وأما "جامعة" ففيها وجهان: الرفع على الخبريّة لـ "إن"، والنصب، على الحاليّة، والخبر محذوف؛ أي: محضورة.