للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال القاري: "ويذهب عني" بالرفع، كقوله: "أحضر الوغى"، وفي نسخة على صيغة المجهول؛ أي: يزال عني.

(الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ) بكسر الذال المعجمة؛ أي: كرهني الناس؛ أي: كرهوا مخالطتي من أجله، وهو البرص، ويروى: "قذروني الناسُ" من باب أكلوني البراغيث، كذا قاله الكرماني (١).

(قَالَ) النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: (فَمَسَحَهُ)؛ أي: فمسح الملَك جسم ذلك الأبرص، (فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ) بفتحتين؛ أي: برصه، (وَأُعْطِيَ) بالبناء للمفعول، (لَوْنًا حَسَنًا، وَجِلْدًا حَسَنًا، قَالَ) ذلك الملك.

قال الطيبيّ - رحمه الله -: قوله: "فذهب عنه قذره. . . إلخ" قدّم هنا ذهاب القذر على إعطاء الحُسن على الترتيب في الوجود؛ لأن إعطاء الحُسن مسبوق بذهاب القذر، وقدّم الحسن على ذهاب القذر؛ لأن الحسن هو المقصود بالذات، والأهمّ بالطلب، ولأنه إذا جاء الحسن ذهب القذر لا محالة، بخلافه إذا ذهب القذر، فقد يتخلّف عنه الحسن، فلذا عقّب الذهاب بالحُسن في الثاني. انتهى (٢).

(فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الإبِلُ، أَوْ قَالَ: الْبَقَرُ - شَكَّ إِسْحَاقُ،) بن عبد الله الراوي عن أنس، وقوله: (إِلَّا أَنَّ الأَبْرَصَ، أَوِ الأَقْرعَ قَالَ أَحَدُهُمَا: الإِبِلُ، وَقالَ الآخَرُ: الْبَقَرُ -) استثناء من قوله: "شكّ"؛ أي: شكّ إسحاق في ذلك، لكن لم يكن يشكّ في أن الأبرص، أو الأقرع انفرد كلّ واحد منهما في طلب الإبل، أو البقر، ثم بنى على هذا الاحتمال قوله: "فأعطي ناقةً"؛ أي: الأبرص. انتهى (٣).

(قَالَ) النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: (فَأُعْطِيَ) بالبناء للمفعول؛ أي: أعطي الذي تمنى الإبل (نَاقَةً عُشَرَاءَ) بضم العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، مع المدّ: هي الحامل التي أتى عليها في حَمْلها عشرة أشهر من يوم طَرَقها الفحل، وقيل:


(١) "عمدة القاري" ١٦/ ٤٨.
(٢) "الكاشف عن حقائق السنن" ٥/ ١٥٣٤.
(٣) "الكاشف عن حقائق السنن" ٥/ ١٥٣٤.