فالغنى الحقيقيّ هو غنى النفس، كما قال - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس الغنى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس".
٤ - (ومنها): الحثّ على الخمول، وعدم الظهور بين الناس، ولا سيّما في أيام الفتنة.
٥ - (ومنها): أن هذا الحديث حجة لمن يقول: الاعتزال أفضل من الاختلاط، وفي المسألة خلاف سبق بيانه مرات، ومن قال بالتفضيل للاختلاط قد يتأول هذا على الاعتزال وقت الفتنة، ونحوها، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّلَ الكتاب قال:
[٧٤٠٣] (٢٩٦٦) - (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ سَعْدٍ (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَابْنُ بِشْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: وَاللهِ إِنِّي لأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبيلِ اللهِ، وَلَقَدْ كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ، وَهَذَا السَّمُرُ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا، وَضَلَّ عَمَلِي. وَلَمْ يَقُلِ ابْنُ نُمَيْرٍ: إِذًا).
رجال هذا الإسناد: ثمانية:
١ - (يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ) البصريّ [١٠]، تقدم في "الإيمان" ١٤/ ١٦٥.
٢ - (الْمُعْتَمِرُ) بن سليمان التيميّ البصريّ [٩]، تقدم في "الإيمان" ١/ ١٠٥.
٣ - (إِسْمَاعِيلَ) بن أبي خالد البجليّ الأحمسيّ [٤]، تقدم في "شرح المقدمة" جـ ١ ص ٢٩٩.
٤ - (قَيْسُ) بن أبي حازم البجليّ [٢]، تقدم في "شرح المقدمة" جـ ٢ ص ٤٧٥.
٥ - (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ) الهمداني [١٠]، تقدم في "المقدمة" ٢/ ٥.
٦ - (أَبُوهُ) عبد الله بن نُمير الهمدانيّ، من كبار [٩]، تقدم في "المقدمة" ٢/ ٥.
٧ - (ابْنُ بِشْرِ) هو: محمد العبديّ الكوفيّ [٩]، تقدم في "الإيمان" ١/ ١٠٧. و"سعد" - رضي الله عنه - ذُكر قبله.