للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يقال له: فروة، وهذا قول باطل، ومما يردّه قوله في رواية البخاريّ: "فروة معي"، ويقال لها: فروة بالهاء، وفرو بحذفها، وهو الأشهر في اللغة، وأن كانتا صحيحتين. انتهى (١).

(ثُمَّ قُلْتُ: نَمْ) بفتح النون، وسكون الميم، أمر من نام ينام؛ كخاف يخاف، وأما ما اشتهر على الألسنة من قولهم: نُم بضمّ النون فمن الأخطاء الشائعة، فتنبّه. (يَا رَسُولَ اللهِ، وَأَنَا أَنْفُضُ)، أي: أحرّك، يقال: نفض نفضًا، من باب قتل: إذا حرّكه ليزول عنه الغبار ونحوه، فانتفض، أي: تحرّك لذلك، ونفضت الورق من الشجرة: أسقطته، أفاده المجد والفيّوميّ.

وقال القاري: "وأنا أنفض ما حولك" بضم الفاء؛ أي: أتجسس الأخبار، وأتفحص عن العدوّ، وأرى هل هناك مؤذٍ من عدوّ وغيره، من النقض الذي هو سبب النظافة، من نحو الغبار، وفي "النهاية"، أي: أحرسك، وأطوف هل أرى طلبًا، يقال: نفضت المكان: إذا نظرت جميع ما فيه، والنفضة بفتحِ الفاء، وسكونها، والنفيضة: قوم يبعثون متجسسين، هل يرون عدوًّا أو خوفًا؟ انتهى (٢).

(لَكَ مَا حَوْلَكَ)، يعني: من الغبار، ونحو ذلك، حتى لا يثيره عليه الريح، وقيل: معنى النفض هنا: الحراسة، يقال: نفضت المكان إذا نظرت جميع ما فيه، ويؤيده قوله في رواية إسرائيل: "ثم انطلقت أنظر ما حولي، هل أرى من الطلب أحدًا. (فَنَامَ) النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (وَخَرَجْتُ أَنْفُضُ)؛ أي: أحرّك، وأزيل (مَا حَوْلَهُ، فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ) "إذا" هنا للمفاجأة؛ أي: ففاجأني وجود راعي غنم، قال الحافظ رحمه الله: لم أقف على تسميته، ولا على تسمية صاحب الغنم، إلا أنه جاء في حديث عبد الله بن مسعود شيء تمسَّك به من زعم أنه الراعي، وذلك فيما أخرجه أحمد، وابن حبان من طريق عاصم، عن زِرّ، عن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، فقال: يا غلام هل من لبن؟ قلت: نعم، ولكني مؤتمن. . ." الحديث، وهذا لا يصلح أن يفسر به الراعي في حديث البراء، لأن ذاك قيل له: "هل


(١) "شرح النوويّ" ١٨/ ١٤٨.
(٢) "مرقاة المفاتيح" ١١/ ٤.