وقوله:(لأُعَمِّيَن عَلَى مَنْ وَرَائِي)؛ أي: لأخفينّ أمركم عمن ورائي ممن يطلبكم، وأُلبسه عليهم حتى لا يعلم أحد بمكانكم.
وقوله:(وَهَذِهِ كِنَانَتِي، فَخُذْ سَهْمًا مِنْهَا)، أي: لتكون علامة عندك تريها أهلي، فيعلمون بها أنك لقيتني، وأنني أذنت لك في أن تأخذ من مالي ما شئت، ووقع في حديث سُراقة عند البخاريّ في "المناقب": "ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم، أنه سيظهر أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت له: إن قومك قد جعلوا فيك الدية، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد، والمتاع، فلم يرزآني، ولم يسألاني إلا أن قال: أخْفِ عنا"، وفيه كمال استغناء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن متاع الدنيا مع حاجته إليه في السفر، وتوفّره له بطريق حلال (١) - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله:(فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا، فَتَنَازَعُوا أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) قد