١ - (عَبْدُ اللهِ بْنُ مُطِيع) بن راشد البكريّ، أبو محمد النيسابوريّ، نزيل بغداد [١٠]، تقدم في "الإيمان" ٤٦/ ٢٩٦.
٢ - (هُشَيْمُ) بن بَشِير الواسطيّ، من كبار [٧]، تقدم في "المقدمة" ٣/ ٩.
٣ - (أَبُو بِشْرٍ) بن أبي وَحْشيّة جعفر بن إياس الواسطيّ، بصريّ الأصل [٥]، تقدم في "الطهارة" ٩/ ٥٧٨.
والباقيان ذُكرا قريبًا.
شرح الحديث:
(عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ)؛ أنه (قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ) -رضي الله عنهما- (سُورَةُ التَّوْبَةِ) فيه استفهام مقدّر؛ أي: أهذه سورة التوبة؛ أي: ما هي سورة التوبة؟ أو كيف نزلت؟، أو لماذا نزلت؟ وكذا يقدّر فيما بعده. (قَالَ) ابن عبّاس: (آلتَّوْبَةِ؟) هو استفهام إنكار، بدليل قوله:"هي الفاضحة"، ووقع في رواية الإسماعيلي من وجه آخر، عن هشيم:"سورة التوبة، قال: بل سورة الفاضحة". (قَالَ) ابن عبّاس: (بَلْ هِيَ الْفَاضِحَةُ)؛ أي: اللائق بها أن تُسمّى بالسورة الفاضحة؛ لأنها فضحت عن سرائر المنافقين، كما أشار إليه بقوله:"ما زالت تنزل. . . إلخ"؛ يعني: أنه إنما يليق بها أن تسمّى بالفاضحة، لأن ما تضمّنته من فضائحهم أكثر مما تضمّنته من بيان التوبة، ومن سمّاها توبة، فلكونها ذكرت توبة كعب بن مالك وصاحبيه -رضي الله عنهم-.
قال:(مَا زَالَتْ تَنْزِلُ)؛ أي: آياتها، (وَمِنْهُمْ، وَمِنْهُمْ)؛ أي: كقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ}[التوبة: ٧٥]، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}[التوبة: ٥٨]، {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ}[التوبة ٦١]، (حَتَّى ظنُّوا)؛ أي: الناس الذين كانوا موجودين عند نزول هذه السورة، (أَنْ) مخففة من الثقيلة، فأصلها أنه، والضمير للشأن، (لَا يَبْقَى مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا ذُكِرَ) بالبناء للمفعول، (فِيهَا) وفي رواية البخاريّ: "حتى ظنّوا أنها لم تُبق أحدًا منهم إلا ذُكر فيها"، قال في "الفتح": قوله: "لم تبق" في رواية الكشميهنيّ: "لن