وعند الحاكم من طريق عبد خير، عن عليّ -رضي الله عنه- مثل قول موسى بن عقبة، وعند أبي الأسود، عن عروة مثله.
وأورد ابن سعد من طريق عبيدة السلماني أن شيبة لحمزة، وعُبيدة لعتبة، وعليًّا للولِيد، ثم قال الليث: إن عتبة لحمزة، وشيبة لعبيدة. انتهى.
قال الحافظ -رحمه الله-: قال بعض من لقيناه: اتفقت الروايات على أن عليًّا للوليد، وإنما اختَلَفت في عتبة وشيبة أيهما لعُبيدة وحمزة، والأكثر على أن شيبة لعُبيدة.
قال الحافظ: وفي دعوى الاتفاق نظر، فقد أخرج أبو داود من طريق حارثة بن مُضرِّب عن عليّ قال: تقدم عتبة، وتبعه ابنه وأخوه، فانتدب له شباب من الأنصار، فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قُم يا حمزة، قم يا عليّ، قم يا عبيدة"، فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة، واختلف بين عُبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم مِلْنا على الوليد، فقتلناه، واحتملنا عُبيدة، قال: وهذا أصح الروايات، لكن الذي في السِّيَر من أن الذي بارزه عليّ هو الوليد هو المشهور، وهو اللائق بالمقام؛ لأن عُبيدة وشيبة كانا شيخين، كعتبة وحمزة، بخلاف عليّ والوليد، فكانا شابين، وقد روى الطبرانيّ بإسناد حسن عن عليّ قال: أعنت أنا وحمزة عُبيدة بن الحارث على الوليد بن عتبة، فلم يَعِب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذلك علينا، وهذا موافق لرواية أبي داود، فالله تعالى أعلم (١).
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي ذرّ -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
[تنبيه]: قال النوويّ -رحمه الله-: هذا الحديث مما استدركه الدارقطنيّ، فقال: أخرجه البخاريّ عن أبي مِجلز، عن قيس، عن عليّ -رضي الله عنه-: "أنا أول من يجثو للخصومة"، قال قيس: وفيهم نزلت الآية، ولم يجاوز به قيسًا، ثم قال البخاريّ: وقال عثمان، عن جرير، عن منصور، عن أبي هاشم،