للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والباقيان تقدّما في السند الماضي.

وقوله: (قَصْعَةٌ) - بفتح القاف، وسكون الصاد المهملة -: هي الصّحْفَة، وزنًا ومعنًى، جمعها قَصَعَات محرَّكةً وكَعِنَب، وجِبَال، قاله المجد رحمه اللهُ (١).

وقوله: (مِنْ ثَرِيدٍ) بالفتح، قال الفيَّوميّ رحمه اللهُ: فَعِيلٌ بمعنى: مفعول، ويقال أيضًا: مَثْرُودٌ، يقال: ثَرَدتُ الْخُبزَ ثَرْدًا، من باب قتل، وهو أن تَفُتّه، ثم تبلّه بمرقٍ، والاسم الثُّرْدَةُ. انتهى (٢).

وقال المجد رحمه الله: ثَرَدَ الخبزَ: فَتَّهُ، كاثَّرَده، واتَّرَده بالثاء والتاء، على افتعله. انتهى (٣).

وقوله: (أَلَا تَقُولُونَ كَيْفَهْ؟ قَالُوا: كَيْفَهْ يَا رَسُولَ اللهِ؟) هكذا وقع في النسخ التي بين يديّ بلفظ "كيفه" في الموضعين، ووقع عند القاضي عياض في "شرحه" الأول بلفظ "كيف هو"، ونصّه: وقوله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه حين لم يسألوه حين قال: "أنا سيّد ولد آدم: ألا تقولون: كيف هو؟ "، وعند العذريّ: "كيفه، قالوا: كيفه"، هذه الهاء هاء السكت عند أهل العربيّة الملْحَقة في الوقف، وهي تَلْحَقُ الأسماء والحروف، والأفعالَ؛ لثلاث عِلَل:

لصحّة الحركة التي قبلها آخر الكلمة، كقولهم: غُلاميه، وكتابيه، {لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة: ٢٥٩] على قول بعضهم، وأينه، وكيفه.

أو لتمام الكلام المنقوص، كقوله: عمّه، ولمَه، وقِهْ.

أو للحاجة عند مدّ الصوت في النداء والنُّدْبة.

وفيه تنبيه العالم الطالب على موضع السؤال، وبسطه للسؤال إذا انقبض، وتعظيم القوم العالم أن يسألوه عن كلّ شيء، ولعلّ هذا كان بعد نهيهم عن السؤال إلا فيما أُذن لهم فيه. انتهى كلام القاضي عياض رحمه اللهُ (٤).

وقال النوويّ رحمه الله في "شرحه": هذه الهاء هي هاء السكت، تُلْحَق في الوقف، وأما قول الصحابة - رضي الله عنهم -: كيفه يا رسول الله، فأثبتوا الهاء في حالة الدرج، ففيها وجهان، حكاهما صاحب "التحرير" وغيره:


(١) "القاموس المحيط" ص ٦٧٦.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٨١.
(٣) المصدر السابق ص ٢٤٥.
(٤) "إكمال المعلم" ٢/ ٨٧٤ - ٨٧٦.