وحدثني الحسن بن معاوية بن هشام، قال: سمعت قَبِيصة، وذكر له أبي، فقال: أين أقع منه؟ قال الحسن: كان عند أبي عن الثوريّ ثلاثة عشر ألفًا، وعند قبيصة سبعة آلاف، وقال ابن سعد: كان صدوقًا، كثير الحديث، وقال أبو الفرج ابن الجوزيّ في "كتاب الضعفاء": معاوية بن هشام، وقيل: هو معاوية بن أبي العباس، رَوَى ما ليس من سماعه، فتركوه، قال الحافظ: قرأت بخط الذهبيّ: هذا خطأٌ من أبي الفرج، ما تركه أحدٌ، ومن أوهام معاوية بن هشام روايته عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"مَدْيَنُ، وأصحاب الأيكة أُمَّتان بُعِث إليهما شعيب"، ورواه عَمْرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمرو بن عبد الله، عن قتادة، في ذكر الأيكة قولَهُ، وهو الصواب. انتهى (١).
وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مات سنة أربع أو خمس ومائتين، ربما أخطأ.
روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والمصنّف، والأربعة، وله في هذا الكتاب أربعة أحاديث فقط، هذا (١٩٦)، وحديث (٦٠٣): "ما شأنكم؟ قالوا: استعجلنا إلى الصلاة … "، و (١٦٩٤): "أوَ كلما انطلقنا غزاة في سبيل الله … "، و (٢٥٩٨): "إن اللعّانين لا يكونون شفعاء، ولا شهداء يوم القيامة".
٣ - (سُفيان) بن سعيد بن مسروق الثوريّ، أبو عبد الله الكوفيّ الإمام الثبت الحجة [٧](ت ١٦١)(ع) تقدم في "المقدمة" ١/ ١.
والباقيان تقدّما في السند الماضي، وكذا شرح الحديث، وبيان مسائله.
وقوله:(وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ) بفتح أوله، وثالثه، يقال: قَرَعَ الباب قَرْعًا، من باب نَفَعَ: إذا طَرَقه، ونَقَرَ عليه، يعني: أنه أول من ينقُرُ، ويستفتح باب الجنّة، فيُفتح له، دون غيره، فيدخلها هو، وأمته قبل سائر الأمم، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.