للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الْمِسْمعيّ، ومحمد بن المثنى، وابن بشار حدثانا، واللفظ لأبي غسان، قالوا: حدثنا معاذ، يعنون: ابن هشام": هذا اللفظ قد يَستدركه مَن لا معرفة له بتحقيق مسلم وإتقانه، وكمال وَرَعِه، وحِذْقه، وعرفانه، فيتوهم أن في الكلام طولًا، فيقول: كان ينبغي أن يحذف قوله: "حدَّثانا"، وهذه غَفْلة ممن يصير إليها، بل في كلام مسلم فائدةٌ لطيفةٌ، فإنه سمع هذا الحديث من لفظ أبي غسان، ولم يكن مع مسلم غيره، وسمعه من محمد بن المثنى وابن بشار، وكان معه غيره، وقد قدمنا في الفصول أن المستحب والمختار عند أهل الحديث أن مَن سَمِع وحده قال: "حدَّثني ومَن سَمِع مع غيره قال: "حدثنا"، فاحتاط مسلم، وعَمِل بهذا المستحب، فقال: حدثني أبو غسان، أي سمعت منه وحدي، ثم ابتدأ، فقال: ومحمدُ بن المثنى وابنُ بشار حدثانا، أي سمعت منهما مع غيري، فـ "محمدُ بن المثنى" مبتدأ، و"ابنُ بشّار" عطف عليه، و"حدَّثانا" الخبر، وليس هو معطوفًا على أبي غسان. والله تعالى أعلم.

وقوله: "قالوا: حدثنا معاذ"، يعني بـ "قالوا": محمدَ بنَ المثنى، وابنَ بشار، وأبا غسان. انتهى كلام النوويّ رَحمه الله، وهو تحقيقٌ نفيسٌ، وبحثٌ أنيسٌ، والله تعالى أعلم.

وشرح الحديث تقدّم في شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، فلا نطيل الكتاب بإعادته.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [٩٢/ ٥٠١ و ٥٠٢ و ٥٠٣] (٢٠٠)، و (البخاريّ) في "الدعوات" (٦٣٠٥)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ١٣٤ و ٢١٩ و ٢٠٨ و ٢٧٦)، و (ابن خزيمة) في "التوحيد" (ص ٢٤٨ و ٢٦١ و ٢٦٢)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٦١٩٦)، و (الآجريّ) في "الشريعة" (ص ٣٤٢)، و) أبو عوانة) في "مسنده" (٢٦٠ و ٢٦١)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٤٩٦ و ٤٩٧ و ٤٩٨ و ٤٩٩)، و (ابن منده) في "الإيمان" (٩١٤ و ٩١٥ و ٩١٦ و ٩١٧ و ٩١٨)، و (القضاعيّ) في "مسند الشهاب " (١٠٣٧ و ١٠٣٨ و ١٠٤٣ و ١٠٤٤)، والله