للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَش، بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ الصَّفَا، فَقَالَ: "يَا صَبَاحَاهْ"، بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي أسَامَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ نُزُولَ الْآيَةِ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)} [الشعراء: ٢١٤]).

رجال هذا الإسناد: أربعة:

١ - (أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) هو: عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، تقدّم في الباب الماضي.

٢ - (أَبُو مُعَاوِيَةَ) هو: محمد بن خازم الضرير الكوفيّ، تقدّم قريبًا، والباقيان تقدّما في السند الماضي.

وقوله: (بِنَحْوِ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ) يعني أن أبا معاوية روى هذا الحديث عن الأعمش بنحو ما رواه أبو أسامة عنه.

[تنبيه]: رواية أبي معاوية هذه التي أحالها المصنّف على رواية أبي أسامة، أخرجها الإمام البخاريّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "صحيحه"، فقال:

(٤٩٧٢) حدثنا محمد بن سلام، أخبرنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مُرّة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى البطحاء، فَصَعِد إلى الجبل، فنادى: يا صباحاه، فاجتمعت إليه قريش، فقال: "أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مُصَبِّحكم، أو ممسيكم، أكنتم تصدقوني؟ " قالوا: نعم، قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد"، فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟ تبًّا لك، فأنزل الله - عَزَّ وَجَلَّ -: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إلى آخرها .. انتهى.

وأخرجها أيضًا الحافظ ابن منده - رَحِمَهُ اللهُ - في "الإيمان" (١) (٢/ ٨٨٤)، فقال:

(٩٥١) وأخبرنا محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا أبو معاوية (٢) ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: صَعِد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصفا، فنادى: "يا


(١) إنما أوردت رواية ابن منده مع رواية البخاريّ؛ لكونها أقرب إلى لفظ المصنّف، فتنبّه.
(٢) كان في الأصل: "حدثنا معاوية"، وهو غلط فاحش، فتنبّه، والله تعالى أعلم.