للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والصبر ضياء"، وفي بعض نسخ "صحيح مسلم": "والصيام ضياء".

فهذه الأنواع الثلاثة من الأعمال أنوار كلُّها، لكن منها ما يَختَصّ بنوع من أنواع النور، فالصلاة نور مطلقٌ، ورُوي بإسنادين فيهما نظر، عن أنس - رضي الله عنه - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصلاة نور المؤمن" (١)، فهي للمؤمنين في الدنيا نور في قلوبهم وبصائرهم، تُشرق بها قلوبهم، وتستنير بصائرهم، ولهذا كانت قُرّةَ عين المتقين، كما كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "جُعِلت قرةُ عيني في الصلاة"، أخرجه أحمد، والنسائيّ (٢).

وفي رواية: "الجائعُ يَشْبَع، والظمآن يَرْوَى، وأنا لا أشبع من حب الصلاة" (٣).

وفي "المسند" (٤) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال جبريل للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله قد حَبَّب إليك الصلاة، فخذ منها ما شئت".

وأخرج أبو داود، من حديث رجل من خُزاعة: أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا بلال أقم الصلاة، وأرحنا بها" (٥).

قال مالك بن دينار: قرأت في "التوراة": يا ابن آدم لا تعجز أن تقوم بين يديّ في صلاتك باكيًا، أنا الذي اقتربت بقلبك، وبالغيب رأيتَ نوري، يعني ما يُفتح للمصلي في الصلاة، من الرقة والبكاء.

وأخرج الطبرانيّ، من حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - مرفوعًا: "إذا حافظ العبد على صلاته، فأقام وضوءها، وركوعها، وسجودها، والقراءة فيها، قالت له: حَفِظَك الله كما حفظتني، وصُعِدَ بها إلى السماء، ولها نور تنتهي إلى الله عز وجل، فتشفع لصاحبها" (٦).


(١) أخرجه أبو يعلى (٣٦٥٥)، والمروزيّ في "تعظيم قدر الصلاة" (١٧٦ و ١٧٧)، والقضاعيّ (١٤٤) وإسناده ضعيف، وأخرجه ابن ماجه مطوّلًا (٤٢١٠) وإسناده ضعيف أيضًا.
(٢) صححه الحاكم ٢/ ١٦٠ ووافقه الذهبيّ.
(٣) لا يصحّ، فقد أورده الديلميّ في "مسند الفردوس" (٢٦٢٢) بلا سند.
(٤) ١/ ٢٤٥ و ٢٥٥ و ٢٥٦ وفيه علي بن زيد بن جُدعان، وهو ضعيف.
(٥) حديث صحيح، أخرجه أبو داود برقم (٤٩٨٥ و ٤٩٨٦).
(٦) أورده الحافظ أبو بكر الهيثميّ في "المجمع" ٢/ ١٢٢ وقال: رواه الطبرانيّ في=