المعروف بالْمُجْمِر - بضمّ الميم الأولى، وكسر الثانية - كان يُجَمِّر المسجد، وكذا أبوه، ثقةٌ [٣].
رَوَى عن أبي هريرة، وابن عمر، وأنس، وجابر، وربيعة بن كعب الأسلميّ، وسالم مولى شدّاد، وصُهيب الْعُتْوَاريّ، وعليّ بن يحيى بن خلاد الزُّرَقيّ، وغيرهم.
ورَوَى عنه ابنه محمد، ومحمد بن عجلان، والعلاء بن عبد الرحمن، وسعيد بن أبي هلال، وبكير بن عبد الله، وعثمان، وثور بن زيد الديليّ، ومالك، وفُليح بن سليمان، وعمارة بن غَزِيّة، وداود بن قيس، وهشام بن سعد، وغيرهم.
قال ابن معين، وأبو حاتم، وابن سعد: ثقةٌ، وقال ابن سعد: كان ثقةً، وله أحاديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي مريم، عن مالك: سمعت نعيمًا المجمر يقول: جالست أبا هريرة عشرين سنة.
وذكر ابن حبان أن "المجمر" لقب أبيه عبد الله، قال: لأنه كان يأخذ الْمِجْمَرة قُدّام عمر - رضي الله عنه -.
أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب أربعة أحاديث، برقم (٢٤٠) و (٢٤٦) وأعاده بعده، و (٤٠٥) و (١٣٧٩).
وقوله:(مَوْلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ) هكذا في بعض النسخ، ووقع في بعضها:"مولى ابن شدّاد"، وهو أيضًا صحيح، قال النوويّ - رحمه الله -: كذا وقع في الأصول: "مولى ابن شدّاد"، قيل: إنه خطأ، والصواب حذف لفظة "ابن" كما تقدم، والظاهر أنه صحيحٌ، فإن مولى شدّاد مولى لابنه، وإذا أمكن تأويل ما صَحّت به الرواية، لم يجز إبطالها، لا سيما في هذا الذي قد قيل فيه هذه الأقوال، والله تعالى أعلم. انتهى.
وأراد بقوله:"قد قيل فيه هذه الأقوال" ما تقدّم من الاختلاف في سالم من أنه مولى شدّاد، أو مولى الْمَهْريّ، أو مولى دَوْس، أو مولى مالك بن أوس، أو غير ذلك.
وقوله:(قَالَ: كُنْتُ أَنَا مَعَ عَائِشَةَ - رضي الله عنهما -) قال النوويّ - رحمه الله -: هكذا هو في الأصول المحقَّقة التي ضَبَطها المتقنون "أنا مع" بالنون والميم، بينهما ألف،