للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، وقيل: السواك تؤنثه العرب، وفي الحديث: "السِّوَاكُ مِطْهَرَةٌ للفم"، بالكسر، أي يُطَهِّرُ الفم، قال أبو منصور: ما سَمِعتُ أن السواك يُؤَنَّثُ، قال: وهو عندي من غُدَدِ الليث، والسواكُ مُذَكَّر، وقوله: "مَطْهَرَة" كقولهم: "الولدُ مَجْبَنَةٌ مَجْهَلَةٌ مَبْخَلَةٌ"، وقولِهم: "الكفرُ مَخْبَثَةٌ"، قال: والسواك: ما يُدْلَكُ به الفم من العيدان، والسواكُ: كالْمِسْوَاك، والجمع سُوُكٌ، وأخرجه الشاعر على الأصل، فقال عبد الرحمن بن حسان [من المتقارب]:

أَغَرُّ الثَّنَايَا أَحَمُّ اللِّثَا … تِ تَمْنَحُهُ سُوُكُ الإِسْحِلِ

وقال أبو حنيفة: رُبّمَا هُمِز، فقيل: سُؤُكٌ، وقال أبو زيد: يُجْمَعُ السِّوَاك سُوُكٌ على فُعُل، مثل كِتَاب وكُتُب (١).

وقال الفيّوميّ: "السواك": عُودُ الأَرَاك، والجمع سُوْكٌ - بالسكون، والأصل بضمتين - مثلُ كِتَاب وكُتُب، والْمِسْوَاكُ مثله، وسَوَّكَ فاه تَسْوِيكًا، وإذا قيل: تَسَوَّك، أو استاك لم يُذْكَرِ الفم، و"السّوَاكُ" أيضًا مصدرٌ، ومنه قولهم: ويكره السواك بعد الزوال، قال ابن فارس: و"السواك": مأخوذ من تَسَاوَكَت الإبل: إذا اضطربت أعناقها من الْهُزَال، وقال ابن دُرَيد: سُكْتُ الشيءَ أَسُوكُهُ سَوْكًا، من باب قال: إذا دَلَكْتَهُ، ومنه اشتقاق السِّوَاك. انتهى (٢). والله تعالى أعلم بالصواب.

[٥٩٥] (٢٥٢) - (حَدَّثنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالُوا: حَدَّثنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد، عَنِ الْأَعْرَج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ - وَفِي حَدِيثِ زُهَيْرٍ: عَلَى أمَّتِي - لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ").

رجال هذا الإسناد: سبعة:

١ - (قتيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) المذكور في الباب الماضي.

٢ - (عَمْرو النَّاقِدُ) هو: عمرو بن محمد بن بُكير الناقد، أبو عثمان البغداديّ، نزيل الرّقّة، ثقةٌ حافظٌ [١٠] (ت ٢٣٢) (خ م د س) تقدم في "المقدمة" ٤/ ٢٣.


(١) "لسان العرب" ١٠/ ٤٤٦.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٢٩٧.