وقوله:(بِالسِّوًاكِ) متعلّقٌ بـ "يشوص"، وهو بكسر السين: الآلة، أي العود، أو نحوه.
والمعنى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان من هديه إذا قام من الليل يدلُكُ أسنانه بالسواك؛ إزالةً لتغيّر الفم من النوم.
وفيه دليل على استحباب السواك عند القيام من النوم؛ لأن النوم مقتضٍ لتغيّر الفم؛ لما يتصاعد إليه من أبخرة المعِدَة، والسواكُ آلة تنظيفه، فيُستحبّ عند مقتضاه، قاله ابن دقيق العيد رحمهُ اللهُ (١).
والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث حذيفة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الطهارة"[١٥/ ٥٩٩ و ٦٠٠ و ٦٠١](٢٥٥)، و (البخاريّ) في "الوضوء"(٢٤٥) و"التهجّد"(١١٣٦) و"الجمعة"(٨٨٩)، و (أبو داود) في "الطهارة"(٥٥)، و (النسائيّ) في "الطهارة"(٢)، و (ابن ماجه) في "الطهارة"(٢٨٦)، و (أبو داود الطيالسيّ) في "مسنده"(١/ ٤٨)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه"(١/ ١٦٨ و ١٦٩)، و (أحمد) في "مسنده"(٥/ ٣٩٧ و ٤٠٢ و ٤٠٧)، و (الدارميّ) في "سننه"(١/ ١٧٥)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(١٣٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(١٠٧٢) و (١٠٧٥)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(١/ ٣٨)، و (البغويّ) في "شرح السنّة"(٢٠٢)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٤٨٢ و ٤٨٤ و ٤٨٥)، و (أبو نُعيم) في "مستخرجه"(٥٩٢ و ٥٩٣ و ٥٩٤ و ٥٩٥).
وأما فوائد الحديث، وبقيّة مسائله، فقد تقدّمت في شرح حديث أوّل الباب، فراجعه تستفد، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.