للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد ثبت في "الصحيحين" أن الحياء من الإيمان، وقيل: هي بكسر المهملة، وتشديد النون، فعلى الأول خصلة معنوية، تتعلق بتحسين الْخُلُق، وعلى الثاني هي خصلة حِسّية، تتعلق بتحسين البدن.

وأخرج البزار، والبغويّ، في "معجم الصحابة"، والحكيم الترمذيّ في "نوادر الأصول" من طريق فُليح بن عبد الله الخطميّ، عن أبيه، عن جدّه، رفعه: "خمس من سنن المرسلين … "، فذكر الأربعة المذكورة إلا النكاح، وزاد الحلم، والحجامة، والحلم بكسر المهملة، وسكون اللام، وهو أيضًا حديث ضعيف (١)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة السادسة): في اختلاف أهل العلم في حكم الختان:

قال الحافظ العراقيّ رَحِمَهُ اللهُ: اختَلَف العلماء، هل هو واجبٌ؟ فذهب أكثر العلماء إلى أنه سنّة، وليس بواجب، وهو قول مالك، وأبي حنيفة، وبعض أصحاب الشافعيّ.

وذهب الشافعيّ إلى وجوبه، وهو مقتضى قول سحنون من المالكيّة.

وذهب بعض أصحاب الشافعيّ إلى أنه واجب في حقّ الرجال، سنّة في حقّ النساء.

واحتجّ من قال: إنه سنّة بحديث أبي المليح بن أُسامة، عن أبيه - رضي الله عنه -، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الختان سنّة للرجال، مكرمة للنساء"، رواه أحمد في "مسنده"، والبيهقيّ، ورواه البيهقيّ من رواية أبي أيوب، وابن عبّاس، قال ابن عبد البرّ: إنه يدور على الحجاج بن أرطاة، وليس ممن يُحتجّ به.

وأشار العراقيّ إلى تعقّبه، فقال: قد رواه الطبرانيّ في "مسند الشاميين" من غير طريق الحجاج، من رواية سعيد بن بشير، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عبّاس.

قال الجامع عفا الله عنه: هذا التعقّب فيه نظرٌ؛ لأن هذا الطريق أيضًا ضعيف، لأن سعيد بن بشير الأزديّ الشاميّ، ضعيفٌ (٢).


(١) حديث ضعيف. انظر: "ضعيف الجامع" للشيخ الألبانيّ رَحِمَهُ اللهُ رقم (٢٨٥٨).
(٢) راجع ترجمته في "تهذيب التهذيب" ٢/ ٩، و"التقريب" ص ١٢٠.