وكلّ هذه الروايات بمعنى واحد، وهو تركها على حالها، وعدم التعرّض لها بحلق، ولا تقصير.
(اللِّحَى) تقدّم أنه بكسر اللام، وحُكي ضمّها، وقوله:(خَالِفُوا الْمَجُوسَ) بيان للمعنى الحامل على الأمر بالجزّ، والإرخاء، أي لأنهم يتركون شواربهم، ويحلقون لحاهم، فيجب مخالفة هديهم، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا في "الطهارة"[١٦/ ٦٠٩](٢٦٠)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٢٢٩ و ٢٦١ و ٢٥٦ و ٣٦٥ و ٣٦٦ و ٣٨٧ و ٤٩٩)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٤٦٥)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٦٠٣)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني الآثار"(٤/ ٢٣٠)، وأما بقيّة المسائل فتقدّمت في شرح الأحاديث السابقة، فراجعها تستفد، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإِمام مسلم بن الحجاج - رَحِمَهُ اللهُ - المذكور أولَ الكتاب قال: