للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و"أو" فيه للشكّ، يعني أنه شكّ، هل قال: "ويتطهر بالمدّ"، أو قال: "ويُطهِّره المدّ"؟ والله تعالى أعلم.

وقوله: (وقَالَ) وفي نسخة: "قال" بحذف الواو.

وقوله: (وَقَدْ كَانَ كَبِرَ) بكسر الباء، يقال: كَبِرَ الصبيّ وغيره يَكْبَرُ، من باب تَعِبَ مَكْبِرًا، مثل مسجِدٍ، وكَبَرًا، وزانُ عِنَبٍ: إذا طَعَنَ في السن، فهو كبير، وجمعه كبَارٌ، وكَبُرَ الشيءُ كُبْرًا، من باب قَرُبَ: إذا عَظُمَ، فهو كبير أيضًا، قاله الفيّوميّ رحمه الله (١).

وقال المجد رحمه اللهُ: كَبُرَ، كَكَرُمَ كِبَرًا، كَعِنَبٍ، وكُبْرًا بالضمّ، وكَبَارةً بالفتح: نقيض صَغُرَ، فهو كبيرٌ، وكُبّارُ، كرُمّانٍ، ويُخفّفُ، وهي بهاء، قال: وكَبِرَ، كَفَرِحَ كِبَرًا، كعِنَبٍ، ومَكْبِرًا، كمَنْزِلٍ: طَعَنَ في السنّ. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: قد تبيّن مما سَبَقَ أن كَبُرَ بمعنى عَظُم يكون بضم الموحّدة، ككَرُمَ، وكَبِرَ بمعنى طَعَنَ في السنّ، كما في هذا الحديث، ويكون بكسرها، كفَرِحَ وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل اللغة، فاحفظه، فإنه قد يَغْلَطُ فيه الخاصّة فضلًا عن العامة، فيستعملون أحدهما مكان الآخر، ولا قائل به، أفاده الستد محمد مرتضى الزبيدي في "شرح القاموس" (٣).

وقوله: (وَمَا كُنْتُ أَثِقُ بِحَدِيثِهِ) قال النوويّ رحمه الله: هكذا هو في أكثر الأصول "أَثِقُ " بكسر الثاء المثلثة، من الوثوق الذي هو الاعتماد، ورواه جماعة: "وما كنت أَيْنَقُ" بياء مثناة تحتُ، ثم نون: أي أَعْجَب به، وأرتضيه، والقائل: "وقد كان كَبِرَ" هو أبو رَيْحانة، والذي كَبِر هو سفينة، ولم يذكر مسلم حديثه هذا مُعْتَمِدًا عليه وحده، بل ذكره متابعةً لغيره من الأحاديث التي ذكرها. انتهى كلام النوويّ رحمه الله.

قال الجامع عفا الله عنه: هذا الذي قاله النووي من أن الذي كبِرَ هو


(١) راجع: "المصباح المنير" ٢/ ٥٢٣.
(٢) راجع: "القاموس المحيط" ص ٤٢٢.
(٣) راجع: "تاج العروس" ٣/ ٥١٤.