للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن الملقّن رحمه الله: هذا العرق في أدنى الرحم يعتنق الرحم، قال: ويحتمل أن يكون من مجازي التشبيه، إن كان سبب الاستحاضة كثرة مادّة الدم، وخروجه من مجاري الحيض المعتادة. انتهى باختصار (١).

[تنبيه]: قال النوويّ رحمه الله: وأما ما يقع في كثير من كتب الفقه: "إنما ذلكِ عِرق انقطع وانفجر"، فهي زيادة لا تُعْرَف في الحديث، وإن كان لها معنى، والله تعالى أعلم. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: أما بلفظ: "انفجر" فكما قال، وأما بلفظ "انقطع"، فقد جاء بسند ضعيف عند الحاكم في "المستدرك"، والدارقطنيّ، والبيهقيّ في "سننيهما" بلفظ: "فإن الذي أصابها رَكْضة من الشيطان، أو عِرْقٌ انقَطَع، أو داء عَرَض لها" (٣)، وصححه الحاكم، وتُعُقّب بأن صورته مرسل، وفي إسناده أيضًا عثمان بن سعيد التيميّ، ضعيف.

(وَلَيْسَ) اسم "ليس" ضمير الدم، وفي نسخة: "وليست"، فاسمها ضمير يعود إلى الحالة، أي ليست هذه الحالة حالة الحيض (بِالْحَيْضَةِ) بفتح الحاء، أي الحيض، هذا هو الأظهر ونقله الخطابيّ عن أكثر المحدثين، أو كلهم، ثم اختار الكسر على إرادة الحالة، وقال النوويّ: وهو في هذا الموضع مُتَعَيِّنٌ، أو قريب من المتعين، فهان المعنى يقتضيه؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - أراد إثبات الاستحاضة ونفي الحيض. انتهى (٤).

والمعنى: أن ذلك الدم دم علّة حَدَثت بالمرأة من تصدّع العرق، فاتّصل الدم، وليس بدم الحيض الذي يدفعه رحمها لميقات أيام معلومة، فيجري مجرى سائر الأَثفال والفُضول التي تستغني عنها الطبيعة، وتَقذفها عن البددن، فتجد النفس راحة لها فيها، وتُخلّصها عن ثقلها وأذاها (٥).


(١) "الإعلام " ٢/ ١٨١.
(٢) "شرح النوويّ" ٤/ ٢١.
(٣) راجع: ما كتبه محقق سنن الدارقطنيّ ١/ ٤٨٢ - ٤٨٣.
(٤) راجع: "الفتح" ١/ ٤٨٨، و"شرح النوويّ" ٤/ ٢١.
(٥) راجع: "المنهل العذب" ٣/ ٦٩.