بنت جحش، قال ابن عبد البر: الصحيح أنهما كانتا تستحاضان. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: الذي يترجّح عندي الجمع بين هذه الراويات، فأم حبيبة كنيتها، كما صحّ في مسلم، وتقدّم عن الحافظ أنه المشهور في الروايات، ويقال لها أيضًا: أم حبيب بلا هاء، واسمها زينب، كما صحّ عن مالك، وابن أبي ذئب، ويقال لها أيضًا حبيبة، كما صحّ في رواية الحميديّ عن سفيان.
وأما تغليط مالك في تسميتها بزينب، فلا وجه له؛ لأنه إمام متقن، على أنه لم ينفرد بذلك، بل تابعه عليه ابن أبي ذئب، كما تقدّم آنفًا، وكذلك تغليط تكنيتها بأم حبيبة، لا وجه له؛ لصحّته في رواية مسلم، بل هو المشهور في الروايات، كما تقدّم، فتصحيح الدارقطنيّ، تبعًا لإبراهيم الحربيّ كون كنيتها أم حبيب بلا هاء، محلّ نظر، فتأمله بالإنصاف، والله تعالى أعلم بالصواب.
[تنبيه]: قال في "الفتح" عند شرح حديث عائشة - رضي الله عنها -: "أن بعض أمهات المؤمنين اعتكفت، وهي مستحاضة".
قوله:"بعض نسائه". قال ابن الجوزيّ ما عرفنا من أزواج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مَن كانت مستحاضةً، قال: والظاهر أن عائشة أشارت بقولها: "من نسائه"، أي النساء المتعلقات به، وهي أم حبيبة بنت جحش، أخت زينب بنت جحش.
قال الحافظ: يرد هذا التأويل قوله في الرواية الثانية: "امرأة من أزواجه"، وقد ذكرها الحميديّ عقب الرواية الأولى، فما أدري كيف غَفَل عنها ابن الجوزيّ؟، وفي الرواية الثالثة:"بعض أمهات المؤمنين"، ومن المستبعد أن تعتكف معه - صلى الله عليه وسلم - امرأة غير زوجاته، وإن كان لها به تعلق.
وقد حَكَى ابن عبد البر أن بنات جحش الثلاث، كُنّ مستحاضات: زينب أم المؤمنين، وحمنة زوج طلحة، وأم حبيبة زوج عبد الرحمن بن عوف، وهي المشهورة منهنّ بذلك.
وذكر أبو داود من طريق سليمان بن كثير، عن الزهريّ، عن عروة، عن عائشة:"استحيضت زينب بنت جحش، فقال لها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: اغتسلي لكل صلاة"، وكذا وقع في "الموطأ" أن زينب بنت جحش استحيضت، وجزم ابن