٢ - (ومنها): أن فيه قوله: "قال أبو بكر … إلخ"، وذلك أن شيوخه الثلاثة، وإن اشتركوا في الرواية عن أبي معاوية، إلا أن شيخه أبا بكر صرّح بالتحديث عنه، بخلاف الآخرين، فبيّنه المصنّف بالتفصيل.
٣ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخيه: يحيى، فما أخرج له أبو داود، وابن ماجه، وأبي بكر، فما أخرج له الترمذيّ.
٤ - (ومنها): أن أبا معاوية أحفظ من روى عن الأعمش، إلا الثوريّ.
٥ - (ومنها): أن فيه رواية صحابيّ، عن صحابيّ: أبي موسى، عن عمّار - رضي الله عنهما -، وتابعيّ عن تابعيّ مخضرم: الأعمش، عن شقيق، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ شَقِيق) بن سلمة، أبي وائل رحمه اللهُ، وفي رواية للبخاريّ من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، قال:"سمعتُ شقيق بن سلمة"، فصرّح الأعمش بالسماع، فزالت عنه تهمة التدليس، أنه (قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ) بن مسعود - رضي الله عنه - (وَأَبِي مُوسَى) الأشعريّ - رضي الله عنه - (فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا أبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ) كنية عبد الله بن مسعود (أَرَأَيْتَ) أي أخبرني (لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَجْنَبَ) قال في "القاموس": "الجَنابة": الْمَنيّ، وقد أجنب، وجَنِبَ - بكسر النون - وجَنُبَ - بضمّها - وأُجْنِبَ - بالبناء للمفعول - واسْتَجْنَبَ، وهو جُنُبٌ يستوي الواحد والجميع، أو يقال: جُنبان، وأَجْنابٌ، لا جُنُبَةٌ. انتهى (١).
وقال في "المفهم": قال الفرّاء: يقال: أجنب الرجل، وجَنُبَ من الجنابة، وقال غيره: يقال: جُنُبٌ للواحد والاثنين والجمع والمذكّر والمؤنّث، قال ابن فارس: وقد قيل في الجمع: أجنابٌ، والجنابة: الْبُعْدُ، ومنه قول الشاعر [من الطويل]: