٣ - (أَنَس) بن مالك بن النضر الأنصاريّ الْخَزرجيّ، الخادم الشهير، مات - رضي الله عنه - سنة (٢ أو ٩٣) وقد جاوز المائة (ع) تقدم في "المقدمة" ٢/ ٣.
والباقيان تقدّما في الباب الماضي.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه من رباعيّات المصنّف - رحمه الله -، وهو أعلى الأسانيد له، كما سبق غير مرّة.
٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له أبو داود، وابن ماجه.
٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالبصريين، سوى شيخه فنيسابوريّ، وهشيم فواسطيّ.
٤ - (ومنها): أن أنسًا - رضي الله عنه - من المكثرين السبعة، روى (٢٢٨٦) حديثًا، وهو الخادم الشهير، خدم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة، وهو من المعمَّرين، جاوز عمره مائة سنة، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ أَنَسٍ) - رضي الله عنه - (فِي حَدِيثِ حَمَّادٍ) جار ومجرور خبر مقدّم لقوله: (كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) لقصد لفظه، فهو مبتدأ مؤخّر محكيّ، يعني أن لفظ حديث حمّاد بن زيد، عن عبد العزيز بن صُهيب، عن أنس:"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إِذَا دَخَلَ الْخلَاءَ) " أي أراد دخول الخلاء، كما في قوله تعالى:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} الآية [النحل: ٩٨]؛ أي إذا أردت قراءة القرآن، وذلك لأن اسم الله تعالى لا يُذكر بعد الدخول؛ لأنه مكروه؛ لحديث ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعًا:"إني كرهتُ أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر"، وهو حديث صحيح، كما تقدّم بيانه.
[تنبيه]: هذا التقدير - أعني قوله:"إذا أراد أن يدخل" - جاء مصرّحًا به في رواية أخرجها البخاريّ في "الأدب المفرد" قال: حدّثنا أبو النعمان، حدّثنا