للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أي أبا سفيان (عَنِ الرَّوْحَاءِ؟) أي مقدار بُعد الرَّوْحاء من المدينة (فَقَالَ: هِيَ) أي الروحاء (مِنَ الْمَدِينَةِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ مِيلًا) هكذا رواية المصنّف، وابن خزيمة، ووقع عند ابن حبّان في "صحيحه" (١): "هي من المدينة على سبعة وثلاثين ميلًا"، ووقع في "مصنّف ابن أبي شيبة، ومسند أحمد"، و"مستخرجي أبي عوانة (٢)، وأبي نعيم" (٣) بلفظ: "وهي من المدينة ثلاثون ميلًا".

[تنبيه]: قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "الْمِيل" بالكسر عند العرب مقدار مَدَى البصر من الأرض، قاله الأزهريّ، وعند القدماء من أهل الهيئة ثلاثة آلاف ذراع، وعند الْمُحْدَثين أربعة آلاف ذراع، والخلاف لفظيّ؛ لأنهم اتّفقوا على أن مقداره ستّ وتسعون ألف إِصْبَع، والإصبَعُ ستّ شُعَيرات، بطنُ كلِّ واحدة إلى الأخرى، ولكن القدماء يقولون: الذراع اثنتان وثلاثون إِصْبعًا، والْمُحْدَثون يقولون: أربع وعشرون إصبَعًا، فإذا قُسِم الميل على رأي القدماء كلّ ذراع اثنين وثلاثين كان المتحَصِّل ثلاثة آلاف ذراع، وإن قُسِم على رأي الْمُحْدَثين أربعًا وعشرين كان المتحصِّل أربعة آلاف ذراع.

و"الْفَرْسَخ" عند الكلّ ثلاثة أميال، وإذا قُدِّر الميل بالْغَلَوات، وكانت كلُّ غَلْوَةٍ أربعمائة ذراع، كان ثلاثين غَلْوَةً، وإن كان كلُّ غَلْوة مائتي ذراع كان ستّين غَلْوةً.

ويقال للأعلام الْمَبنيّة في طريق مكّة: أميالٌ؛ لأنها بُنِيت على مقادير مَدَى البصر من الميل إلى الميل، وإنما أُضيف إلى بني هاشم، فقيل: الميل الهاشميّ؛ لأن بني هاشم حدَّدوه، وأعلموه. انتهى كلام الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- (٤)، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث جابر -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:


(١) "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان" ٤/ ٥٤٩ رقم (١٦٦٤).
(٢) "مسند أبي عوانة" ١/ ٢٧٨ رقم (٩٧٤).
(٣) "المستخرج" ٢/ ٩ رقم (٨٤٧).
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٥٨٨.