للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

غِلْمان، ويُطلق الغلام على الرجل مجازًا باسم ما كان عليه، كما يقال للصغير: شيخ باعتبار ما يئول إليه (١)، (أَوْ صَاحِبٌ لَنَا) "أو" للشكّ من الراوي (فَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ حَائِطٍ) أي داخل بستان (بِاسْمِهِ، قَالَ) سهيل (وَأَشْرَفَ) بالهمز، يقال: أشرف على الشيء: إذا اطَّلَع عليه (الَّذِي مَعِي) في محلّ رفع على الفاعليّة (عَلَى الْحَائِطِ) أي ليتعرّف على الذي ناداه (فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي) أي ذكرت ما وقع لذلك الغلام من ندائه من الحائط (فَقَالَ) أبوه (لَوْ شَعَرْتُ) بفتح العين المهملة، وضمّها، يقال: شَعَرتُ بالشيء؛ كنصَرَ، وكَرُمَ شِعْرًا، وشَعْرًا، وشِعْرةً مثلَّثةً، وشُعُورًا، إذا عَلِمَ به، وفَطِنَ له، وعَقَلَه (٢). (أنَّكَ تَلْقَ) بفتح أوله، وسكون ثانيه، مضارع لَقِيه، من باب تَعِبَ، لُقِيًّا على فُعُول، ولُقًى بالضمّ، مع القصر، ولِقَاءً بالكسر مع المدّ والقصر، وكلُّ شيء استقبل شيئًا أو صادفه، فقد لَقِيهُ (٣)، وقوله: (هَذَا) مفعول به لـ "تَلْقَ"، وهو إشارة إلى ما وقع له من مناداة صاحبه من الحائط (لَمْ أُرْسِلْكَ) أي خوفًا عليك أن تُصاب بمرض بسبب الفزع من سماع الصوت (وَلَكِنْ إِذَا سَمِعْتَ صَوْتًا) أي دون أن ترى صاحبه (فَنَادِ بِالصَّلَاةِ) أي لكونه من الشيطان (فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ) -رضي اللَّه عنه- (يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ) -صلى اللَّه عليه وسلم- (أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ) أي أُذِّن بها (وَلَّى) بتشديد اللام، من التولِّي، وهو الإدبار، والهُرُوب (وَلَهُ حُصَاصٌ") جملة في محلّ نصب على الحال من الفاعل، و"الْحُصَاصُ"، كالضُّرَاط وزنًا ومعنى، وقال في "القاموس": الْحُصَاص بالضمّ: أن يُصِرَّ الحمار بأذُنيه، ويَمْصَعَ بذنبه، والضُّرَاطُ، وشِدّةُ الْعَدْوِ. انتهى (٤). وتمام شرح الحديث ومسائله تأتي في الحديث التالي، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:

[٨٦٥] (. . .) - (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ -يَعْنِي الْحِزَامِيَّ- عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "إِذَا نُودِيَ


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٥٢.
(٢) "القاموس المحيط" ٢/ ٥٩.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٥٥٨.
(٤) "القاموس" ٢/ ٢٩٨.