للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هُويًّا بالضمّ لا غير: إذا ارتفع، قاله في "المصباح" (١).

وقال في "القاموس": هَوَى يَهْوِي هَوِيًّا بالفتح، والضمّ، وهَوَيَانًا: سقط من عُلو إلى سُفْل، أو الْهَوِيّ بالفتح للإصعاد، والْهُويّ بالضمّ للانحدار. انتهى باختصار (٢).

والمناسب هنا معنى الانحدار؛ فتنبّه.

(سَاجِدًا) حال من الفاعل، وفيه أن التكبير ذكر الْهَوِيّ، فيبتدئ به حين يشرع في النزول بعد الاعتدال (ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ) أي من السجود (ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ) أي السجود الثاني (ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ) أي من السجود الثاني (ثُمَّ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ) أي الذي تقدّم ذكره من الأذكار (فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا، حَتَّى يَقْضِيَهَا) أي حتى يُتمّ صلاته، يقال: قضى فلانٌ صلاته: أي فرغ منها، قاله في "اللسان" (٣).

وقال في "المصباح": قَضَيتُ الحجِّ والدّينَ: أَدَّيته، قال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ} الآية [البقرة: ٢٠٠] أي أدّيتموها، فالقضاء هنا بمعنى الأداء، كما في قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ} الآية [الجمعة: ١٠]، أي أدّيتموها، واستَعْمَل العلماء القضاء في العبادة التي تُفعَل خارج وقتها المحدود شرعًا، والأداءَ إذا فُعِلت في الوقت المحدود، وهو مخالف للوضع اللغويّ، لكنه اصطلاحٌ للتمييز بين الوقتين. انتهى (٤).

(وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الْمَثْنَى) أي من الثنتين، وفي رواية البخاريّ: "ويكبّر حين يقوم من الثنتين"، وهو معنى قوله الآتي في حديث عمران -رضي اللَّه عنه-: "وإذا نَهَضَ من الركعتين" (بَعْدَ الْجُلُوسِ) أي لقراءة التشهّد الأول، وهذه الرواية مفسّرة للرواية المختصرة التي قبل هذه الرواية، بلفظ: "فيكبّر كلما خفض، ورَفَعَ" (ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ) -رضي اللَّه عنه-، أي بعد أن يُصلّي بهذه الكيفيّة، كما تُرشد إليه رواية أبي سلمة الآتية، وأوضح منها ما أخرجه البخاريّ، من طريق شعيب، عن الزهريّ، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٦٤٣.
(٢) "القاموس المحيط" ٤/ ٤٠٤.
(٣) "لسان العرب" ١٥/ ١٨٧.
(٤) "المصباح المنير" ٢/ ٥٠٦ - ٥٠٧.