للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من رباعيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وهو (٥٢) من رباعيّات الكتاب.

٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فعلّق له البخاريّ، وأخرج له الباقون، سوى ابن ماجه.

٣ - (ومنها): أنّ صحابيّه من المقلّين من الرواية، فليس له إلَّا الحديثان المذكوران آنفًا (١)، واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ) الثعلبيّ -رضي اللَّه عنه- أنه (قَالَ: صَلَّيْتُ، وَصَلَّى بنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-) جملة في محلّ نصب على الحال من الفاعل، وقوله: "بنا" أَي معنا، فالباء للمصاحبة، كما تقدّم في اللام من قوله: "صلّى لنا"، والصلاة التي صلّى بهم هي الفجر كما يأتي بيانها في الرواية التالية (فَقَرَأَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- ({ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١)}) أي هذه السورة، واختُلِف في معنى {ق} وقال الإمام ابن كثير -رَحِمَهُ اللَّهُ-: {ق} حرف من حروف الهجاء المذكورة في أوائل السور، كقوله تعالى: {ص}، و {ن}، و {ألَمْ}، و {حمَ (١)}، و {طس}، ونحو ذلك، قاله مجاهد وغيره، وقد أسلفنا الكلام عليها في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته، وقد رُوِي عن بعض السلف أنهم قالوا: {ق} جبل محيط بجميع الأرض، يقال له: جبل قاف، وكأن هذا -واللَّه أعلم- من خُرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس، لَمّا رأى من جواز الرواية عنهم مما لا يُصَدَّق ولا يُكَذَّب، وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم، يُلَبِّسون به على الناس أمر دينهم، كما افتُرِيَ في هذه الأمة مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها، أحاديث عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وما بالعهد من قِدَم، فكيف بأمة بني إسرائيل، مع طول الْمَدَى، وقلة الحفاظ النقاد فيهم، وشربهم الخمور، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه، وتبديل كتب اللَّه وآياته، وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله: "وحدِّثوا عن بني إسرائيل، ولا حرج"،


(١) راجع: "تحفة الأشراف" ٧/ ٥٢٣ - ٥٢٤.