أوس الأنصاريّ الْخَزْرجيّ، أبو عبد الرحمن الصحابيّ المشهور، شَهِد بدرًا، وما بعدها، وكان إليه الْمُنتَهَى في العلم بالأحكام، والقراءات، مات -رضي اللَّه عنه- بالشام سنة (١٨) تقدّم في الإيمان ٧/ ١٣٠. (يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-) بيّن الصلاة في الرواية الآتية من طريق منصور، عن عمرو، ولفظه:"كان يصلّي مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- العشاء الآخرة"، قال الحافظ: فكأن العشاء هي التي كان يواظب فيها على الصلاة مرّتين. انتهى. (ثُمَّ يَأْتِي) وفي رواية منصور المذكورة: "ثم يرجع إلى قومه"(فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ) في رواية منصور: "فيُصلّي بهم تلك الصلاة"، وفي هذا رَدٌّ على من زعم أن المراد أن الصلاة التي كان يصليها مع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- غير الصلاة التي كان يصلّيها بقومه، وفي رواية الحميديّ عن ابن عيينة:"ثم يرجع إلى بني سَلِمة، فيصلِّيها بهم"، ولا مخالفة فيه؛ لأن قومه هم بنو سَلِمة، وفي رواية الشافعي عنه:"ثم يرجع فيصلّيها بقومه في بني سَلِمة"، ولأحمد:"ثم يرجع فيؤمنا"(فَصَلَّى) أي معاذ (لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الْعِشَاءَ) أي صلاة العشاء الآخرة (ثُمَّ أَتَى قَوْمَهُ) أي وهم بنو سَلِمة -بفتح السين المهملة، وكسر اللام- (فَأَمَّهُمْ) أي في تلك الصلاة، كما بيّنته رواية منصور المذكورة، وفي رواية البخاريّ:"فصلّى العشاء"، قال في "الفتح": كذا في معظم الروايات، ووقع في رواية لأبي عوانة، والطحاويّ، من طريق مُحَارب:"صلّى بأصحابه المغرب"، وكذا لعبد الرزاق، من رواية أبي الزبير، فإن حُمِل على تعدد القصة، كما سيأتي، أو على أن المراد بالمغرب العشاء مجازًا تَمَّ، وإلا فما في الصحيح أصحِّ. انتهى (١)، وهو بحث نفيسٌ.
(فَافْتَتَحَ بِـ "سُورَةِ الْبَقَرَةِ") وفي نسخة: "فافتتح سورة البقرة"؛ أي ابتدأ في قراءة "سورة البقرة" بعد قراءة الفاتحة، وإنما ترك ذكرها؛ لكونها معلومة مشهورة، ووقع عند البخاريّ بلفظ:"فقرأ بالبقرة"، ولا دليل يُستَدَل به على من يكره أن يقول البقرة، بل يقول سورة البقرة؛ لأن هذا من تصرّف الرواة.
وفي رواية مُحارب:"فقرأ بسورة البقرة، أو النساء" على الشكّ، وللسّرّاج من رواية مِسعر، عن محارب:"فقرأ بالبقرة والنساء"، قال الحافظ: