للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قولهم: كفٌّ مُخَضَّبٌ فعلى معنى ساعِدٍ مُخَضَّبٍ، قال الأزهريّ: الكفّ: الراحة مع الأصابع، سُمِّيت بذلك؛ لأنها تكفّ الأذى عن البدن. انتهى (١).

(فِي صَدْرِي) أي على صدري، ففي بمعنى "على"، كما في قوله تعالى: {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: ٧١]، وقولِ الشاعر [من الطويل]:

هُمُ صَلَبُوا الْعَبْدِيَّ فِي جِذْعِ نَخْلَةٍ … فَلَا عَطَسَتْ شَيْبَانُ إِلَّا بِأَجْدَعَا

و"الصدر": مذكَّرٌ، وجمعه صدور، كفَلْسٍ وفُلُوس (٢).

(بَيْنَ ثَدْيَيَّ) ظرف متعلّق بـ "وَضَعَ"، و"ثدييّ" بتشديد الياء، على التثنية، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وفيه إطلاق اسم الثَّدْي على حَلَمَة (٣) الرجل، وهذا هو الصحيح، ومنهم من منعه. انتهى (٤).

وقال في "المصباح": الثَّدْيُ للمرأة، وقد يقال للرجل أيضًا، قاله ابن السّكّيت، ويُذَكَّر ويؤنّث، فيقال: هو الثديُ، وهي الثديُ، والجمع: أَثْدٍ، وثُدِيٌّ، وأصلهما أَفْعُلٌ، وفُعُولٌ، مثلُ أَفْلُس وفُلُوس، وربّما جُمع على ثِدَاءٍ، مثلُ سَهْمٍ وسِهَامٍ. انتهى (٥).

(ثُمَّ قَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- ("تَحَوَّلْ") أي إلى الجهة الأخرى، أي اجعل صدرك جهة ظهرك، وظهرك جهة صدرك (فَوَضَعَهَا) أي كفّه، وأنّث ضميرها؛ لأنها مؤنّثة، كما أسلفته آنفًا (فِي ظَهْرِي) بفتح، فسكون: خلاف البطن، وجمعه أظهُرٌ، وظُهُورٌ، مثلُ فلس وأفلُس وفُلُوس، وجاء ظُهْرَانُ أيضًا بالضمّ، و"في" بمعنى "على" كما سبق آنفًا أي على ظهري، وقوله: (بَيْنَ كَتِفَيَّ) بدل اشتمال من الجارّ والمجرور، وهو تثنية كَتِفٍ، قال في "القاموس": الْكَتِفُ، كفَرِح -أي بفتح، فكسر- ومِثْلٍ -أي بكسر، فسكون- وحَبْلٍ -أي بفتح، فسكون- جمعه كقِرَدَة، وأصحاب. انتهى (٦).


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٣٥ - ٥٣٦.
(٢) راجع: "القاموس" ٢/ ٦٨، و"المصباح" ٢/ ٣٣٥.
(٣) الْحَلَمة بفتحتين: رأس الثدي، أفاده في "المصباح" ١/ ١٤٩.
(٤) "شرح النوويّ" ٤/ ١٨٥.
(٥) "المصباح المنير" ١/ ٨٠.
(٦) "القاموس المحيط" ٣/ ١٨٨.