للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجهاد" من البخاري ما يدلّ على أنه شهد الخندق (١).

أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب (١٧) حديثًا.

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من خماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.

٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له الترمذيّ، وعبيد بن الحسن، فتفرّد به هو، وأبو داود، وابن ماجه.

٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالكوفيين من أوله إلى آخره.

٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ: الأعمش، عن عبيد بن الحسن.

٥ - (ومنها): أن صحابيّه آخر من مات من الصحابة بالكوفة، كما مرّ آنفًا، واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَن) عبد اللَّه (بْنِ أَبِي أَوْفَى) -رضي اللَّه عنهما- أنه (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا رَفَعَ ظَهْرَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ) قال العلماء -رحمهم اللَّه تعالى-: معنى سَمِعَ هنا: أجاب، ومعناه: أن مَن حَمِدَ اللَّه تعالى متعرِّضًا لثوابه، استجاب اللَّه تعالى له، وأعطاه ما تَعَرَّض له، فإنا نقول: ربنا لك الحمد؛ لتحصيل ذلك، قاله النوويّ (٢).

(مِلْءُ السَّمَاوَاتِ) وفي نسخة: "ملء السماء"، و"مِلْءُ" بالنصب، والرفع، والنصب أشهر، وهو الذي اختاره ابن خَالَوَيه، ورجَّحه، وأطنب في الاستدلال له، وجَوَّز الرفعَ على أنه مرجوحٌ، وحُكِي عن الزجاج أنه يتعين الرفع، ولا يجوز غيره، وبالغ في إنكار النصب، ورجّح الأكثرون النصب، وهو المعروف في روايات الحديث، وهو منصوب على الحال، مالئًا، قال العلماء: معناه حمدًا لو كان أجسامًا لملأ السماوات والأرض، قاله النوويّ (٣).


(١) "تهذيب التهذيب" ٢/ ٣٠٤ - ٣٠٥.
(٢) "شرح النوويّ" ٤/ ١٩٣.
(٣) راجع: "المجموع" ٣/ ٤١٦، و"شرح مسلم" ٤/ ١٩٣.