للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

و (البغويّ) في "شرح السنّة" (١٣٦٦)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (١٨٢١)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (١٠٨١)، واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان ما يقال في السجود، وهو هذا الذكر.

٢ - (ومنها): شدّة غيرة النساء على أزواجهنّ.

٣ - (ومنها): سعة أخلاق النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، حيث لم يُعاقب عائشة -رضي اللَّه عنها- باتّهامها له ما لا يليق به من الظلم، ولذلك قال لها فيما سيأتي للمصنّف في "الجنائز" برقم (٩٧٤) في قصّة خروجه إلى البقيع: "أظننت أن يحيف اللَّه عليك ورسوله. . . " الحديث.

٤ - (ومنها): أن فيه دليلًا للمذهب الصحيح في عدم نقض الوضوء بلمس المرأة، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: استَدَلّ به من يقول: لمس المرأة لا ينقض الوضوء، وهو مذهب أبي حنيفة وآخرين، وقال مالك، والشافعيّ، وأحمد -رحمهم اللَّه تعالى- والأكثرون: ينقض، واختلفوا في تفصيل ذلك.

وأجيب عن هذا الحديث بأن الملموس لا ينتقض على قول الشافعي -رَحِمَهُ اللَّهُ- وغيره، وعلى قول من قال: ينتقض، وهو الراجح عند أصحابنا يُحْمَل هذا اللمس على أنه كان فوق حائل فلا يضرّ. انتهى.

قال الجامع عفا اللَّه عنه: بُعد هذا التأويل مما لا يخفى على بصير، والحقّ أن القول بعدم النقض هو الأرجح، وقد تقدّمت المسألة مستوفاةً في أبواب الوضوء، فراجعها تستفد، وباللَّه تعالى التوفيق.

٥ - (ومنها): استحباب نصب القدمين في حال السجود.

٦ - (ومنها): مشروعيّة قيام الليل.

٧ - (ومنها): استحباب الدعاء في السجود؛ لأنه من مواطن الإجابة، كما سبق في قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم".

٨ - (ومنها): استحباب التعوّذ من سخط اللَّه تعالى وعقوبته.

٩ - (ومنها): بيان عظمة اللَّه تعالى، وعجز الخلق عن أداء الثناء عليه، كما ينبغي له، بل هو الذي يُثني على نفسه، كما ينبغي لجلاله وكماله.

١٠ - (ومنها): أن فيه إثبات صفة الرضا والسخط للَّه عزّ وجلّ على ما يليق بجلاله.