للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقد أخرج الإمام أحمد في "مسنده" بسند صحيح، عن زياد بن أبي زياد، مولى بني مخزوم، عن خادم للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلٍ، أو امرأةٍ، قال: كان النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مما يقول للخادم: "ألك حاجة؟ "، قال: حتى كان ذات يوم، فقال: يا رسول اللَّه حاجتي؟ قال: "وما حاجتك؟ "، قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، قال: "ومَن دَلّك على هذا؟ "، قال: ربي، قال: "إما لا، فأعنّي بكثرة السجود" (١).

٤ - (ومنها): أنه ينبغي للرئيس أن يهتمّ بحوائج مرؤوسيه المحسنين إليه، وسؤاله إياهم ما يحتاجون إليه، حتى يُعينهم على حوائجهم بما يستطيعه، فإن لم يستطع دعا لهم، فقد أخرج أحمد، وأبو داود، والنسائيّ بسند صحيح، عن ابن عمر -رضي اللَّه عنه-، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: "من استعاذ باللَّه فأعيذوه، ومن سألكم باللَّه فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه، فادعوا له، حتى تعلموا أن قد كافأتموه" (٢).

٥ - (ومنها): جواز طلب الرتبة الرفيعة، من مرافقة الأنبياء، ونحو ذلك.

٦ - (ومنها): بيان أن من الناس من يكون مع الأنبياء -عليهم السلام- في الجنّة.

٧ - (ومنها): الحثّ على مجاهدة النفس وقهرها بكثرة الطاعة، وعلى أن نيل المراتب العليّة بمخالفة النفس الدنيّة.

٨ - (ومنها): مزيد فضل الصلاة، وأن الإكثار منها سبب لعلوّ الدرجات، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: ٨٨].


(١) حديث صحيح، أخرجه أحمد في "المسند" برقم (١٥٦٤٦).
(٢) حديث صحيح، أخرجه أحمد برقم (٥٣٤٢)، وأبو داود برقم (١٦٧٢ و ٥١٠٩)، والنسائيّ برقم (٢٥٦٧).